من صغرن كبار || جيلٌ سوريٌّ يعاني تأخّراً دراسيّاً

من صغرن كبار || جيلٌ سوريٌّ يعاني تأخّراً دراسيّاً

راديو ألوان - ألوان محلية


يُعرّف التّأخّر الدّراسيُّ في أحد جوانبه على أنّه "عدم قدرة الطّالب على الوصول إلى مستوياتِ التّعلّم الطّبيعيّة لمن هم في مثل سنّه، وذلك نتيجةً لأسبابٍ مختلفةٍ قد تكون جسديةً، أو نفسيةً، أو اجتماعيةً"، وهذا ما دفع بعلماء النّفس لدراسة هذه الظّاهرة التي تؤثّر بشكلٍ كبيرٍ على مجرى حياة الانسان.


في حديثٍ لـ"راديو ألوان"، قال الاختصاصيّ النّفسيُّ "مالك الدمشقي" عن أسباب هذه الظّاهرة وطبيعتها إنّها "إمّا أن تكون عامّة تتمثّل في ضعف المقدرة لدى التّلميذ في جميع المواد الدّرسيّة، أي إنّها مرتبطةٌ بحالةٍ من نقصٍ في الذّكاء العام، أو إنّها ناجمةٌ عن تأخّرٍ نوعيٍّ يظهر في ضعف التلميذ في مادةٍ دراسيّةٍ واحدة أو بضع موادٍ بعينها، وهو ما يمكن أن نعزوه إلى عدم كفاية المقدراتِ العقليّة الخاصّة؛ كالمقدرة اللّفظية، أو الفنية، أو القدرة على الحفظ".


وأضاف "الدّمشقيّ" بأنّ نقصان نسبة الذكاء "يساهم في زيادة آثار التّأخر الدراسي، فضلاً عن أنّ اضطراباتٍ محدّدة قد يصاب بها الطّالب ربّما تؤدّي إلى نقصٍ في التركيز، وتالياً عدم القدرة على الحفظ والفهم، وأبرز هذه الإضطرابات هي الإعاقات العقليّة أي ما يُعرف بتأخّر النّمو العقليّ، أو مشاكل تتعلّق بالرؤية والسّمع".


من جهةٍ أُخرى، يُشير الدّمشقي إلى أنّ "الظّروف الاجتماعيّة التي يُلاقيها الأطفال السّوريّون، وحركات الهجرة والنّزوح وفقدان الأشخاص المفصليّين كالآباء والأمّهات والمُقرّبين بسبب الوفاة أو الاعتقال تساهم في رفع نسبة تعرّضهم للصّدمات النفسيّة، وهذا ينعكس عليهم سلباً في المدرسة".


وبحسب "الدّمشقي"، يبقى من المهمّ أن "يتعاون الأهالي والمدرّسون للوقوف على أسباب التّأخر، ثمّ حلّها مباشرة، حيث أنّ اختيار الحلّ المناسِب لسبب المشكلة يختصر كثيراً من الوقت المُتطلّب لعلاجها، ومن هذه الحلول: علاج الأمراض التي قد يعاني منها الطفل، وإشراكه في دروس تقويةٍ تعوّض جوانب النّقص التي يعاني منها، وأن يُعمل على تنمية قدراته الحسّيّة والإدراكيّة".


يُذكر أنّ منظّمة "يونيسيف" التّابعة للأمم المتّحدة كانت قد نشرت تقريراً حمل عنوان "جيل سوريا الضّائع" في مطلع عام 2016 أشارت فيه إلى أنّ قرابة 2.8 مليون طفلٍ سوريٍّ لظروفٍ عديدة أبرزها النّزوح والدّمار الذي لحق بالبنى التّحتيّة وهجرة الكفاءات القادرة على التّعليم، وكلّ هذه الأسباب تساهم في التّأخّر الدّراسيّ لدى جيلٍ بأكمله، خصوصاً أنّ معدّل التّعليم في سوريا قد انخفضَ إلى النّصف على أقلّ تقديرٍ منذ اندلاع الثّورة السّوريّة.


تفاصيل أوفى مع الزّميلة "ديما شُلّار" في زاوية "من صغرهن كبار" التي تأتيكم ضمن برنامج "ألوان محلّيّة"، بالتّعاون مع "مديريّة التّربية والتّعليم في الغوطة الشّرقيّة" :

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +