بيننا عنصريّون.. هل نحن مثلهم!

بيننا عنصريّون.. هل نحن مثلهم!

راديو ألوان - صح اللون 

لا شكّ أنّ الصّراع السّوريّ المستمرّ منذ عام 2011، أوقع تغييراتٍ كبيرة في المجتمع السّوري، فبالاضافة الى التّفسّخ الاجتماعيّ والعائلي، وظروف الحصار والفروق الاقتصاديّة، باتت الممارسات العنصريّة التي يقوم بها السّوريون تجاه الغير او تجاه بعضهم، محطّ ملاحظة، فضلاً عن التّمييز والعنصريّة التي تعامل دول كثيرة في العالم السوريّين بها، فقط لأنّهم سوريون.

يتّفق علماء الاجتماع على أنّ التعريف الأكثر دقّة للعنصرية هو "اتّخاذ لون الإنسان، أو جنسيّته، أو دينه، أو حتّى المجموعة التي ينتمي إليها، كمبرّرٍ ليسكن منزلةً أعلى من غيره في المجتمع".

وعلى مدار التّاريخ شهد العالم أجمع أوجه العنصريّة المتطرّفة ضدّ بعض أفراده، ربّما كان أهمّ أوجه التّمييز بينهم هو اللون، ففي الكثير من الدّول عانى أصحاب البشرة الدّاكنة من الاضطهاد على يد أصحاب البشرة البيضاء.



كيف يمكن أن نعرف؟

لقياس مؤشّر العنصريّة تلجأ مؤسّسات البحث، والصّحف الكبرى في العالم، لما يسمّى "استطلاع القيم"، أي توجيه السؤال بطريقةٍ غير مباشرة، أو عرض مجموعةٍ من الاسئلة التي تدور حول الموضوع ولا تتطرق إليه بشكلٍ مباشر.

مجموعةٌ من الباحثين السّويديّين قامت بهذا النّوع من الاستطلاع في عدد من دول العالم، وأحد أهمّ هذه الأسئلة كان عن جنسيّة الأشخاص الذين "ترغبُ أن يجاوروك في المنزل".

الاستطلاع الذي شمل نحو 80 دولة أظهر أنّ "الهند" هي أكثر دولةٍ يتّصف شعبها بالعنصريّة، فيما حلّت "إيران" في المرتبة الثّانية بعد الهند، وكذلك أتت نيجيريا في مركزٍ متقدّم.

وفي أوربا بدتْ "فرنسا" أقرب إلى العنصريّة، ومثلها "تركيا" ودول شرق أوروبا، فيما تراجعت معدلات العنصريّة في أغلب دول الغرب الأوروبيّ والدّول الاسكندنافيّة.

ورغم الاتّهامات التي تُوجّهُ إلى "الولايات المتحدة الأمريكيّة"، و"أستراليا"، و"بريطانيا" بالعنصريّة، إلا أنّ المؤشّر وضعها في طليعة الدّول التي لا تعاني من هذه الظاهرة.

ليست جديدة..

مع وصول المهاجرين الأوروبيّين إلى "الولايات المتّحدة" واكتشافها  لأوّل مرة،  تولّدت فكرة العنصريّة ضدّ السّكان الأصليّين، حيث تمّ تلقيبهم من قبل البيض بالـ"همج والمتوحشين" الذين يحتاجون بشدّة للحضارة الأوروبية، كي تعلّمهم كيفيّة التّمدّن والتّحضر، وأدّت تلك الاعتقادات إلى وجود محاولاتٍ عدّة للإبادة الجماعية والسّيطرة على الأراضي المملوكة للسود، كما تبنت بعض الجماعات العنصريّة فكرة إنشاء مدارس داخليّة ومؤسّسات إيواءٍ لاستيعاب الزّنوج، كمحاولةٍ للتّخلّص من وجودهم في المجتمع. وتوسّعت الفكرة أكثر وأكثر وصارت معتقداً ثابتاً كمعتقد الدِّين لدى بيض أمريكا.

حتّى وساءل الاعلام شاركت في تلك العنصريّة ضدّ أصحاب البشرة السّوداء، وقالت "هم درجةٌ أقلّ من البشر، ويجب إبادتهم، فوجد الكثير من الأوروبيّين الفرصة سانحةً مع وجود ذلك الغطاء الإعلاميّ لتنفيذ مجازرهم.

الدّولة العربيّة الأكثر عنصريّة

أشار تقريرٌ لمجلّة "فرونت بيدج" الأمريكيّة في شهر شباط/فبراير 2014، إلى كون المملكة العربيّة السّعوديّة هي "أكثر الدّول عنصريّةً في الوطن العربي". وقد عددت المجلة في تقريرها أوجه هذه العنصرية:



فالمملكة العربيّة السّعودية "ترفض منح 10% من إجماليّ السّكان الحقوق المتساوية، وذلك بسبب عرقهم، كما أنّها لا تسمح لذوي البشرة السّمراء بالوصول إلى عددٍ كبيرٍ من المناصب، كما أن النساء السوداوات في السّعودية يدخلن المحاكم بتهمة السحر"، وذلك بحسب التّقرير.


وكانت "السّعوديّة" قد أنهت تجارة الرّقيق عام 1962، تحت ما وصفه التّقرير بـ"ضغوطاتٍ من الرّئيس الأمريكي جون كينيدي"،إلا أنّ مجلّة "فرونت بيدج" تشير إلى قصّةٍ تاريخيّةٍ تتعلّق بوصول شائعاتٍ إلى "مكّة المكرّمة"، تفيد بأنّ الإمبراطور العثماني يفكّر في إلغاء "تجارة العبيد"، ومنح جميع المواطنين حقوقًا متساوية، الأمر الذي دفع رئيس علماء "مكّة" لاستصدار "فتوى" يؤكّد فيها أنّ حظر "تجارة العبيد" يتعارض مع الشّريعة الإسلاميّة، وقام بتكفير الأتراك، وأحلّ وضع أطفالهم ضمن قائمة العبيد، وذلك وفق رواية المجلّة.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +