من صغرن كبار || التّسرب المدرسي وآثاره على السّوريين بحسب تقارير دوليّة.

من صغرن كبار || التّسرب المدرسي وآثاره على السّوريين بحسب تقارير دوليّة.

راديو ألوان - ألوان محلية

التّسرب المدرسيّ هو "الانقطاع عن المدرسة قبل إتمامها لسببٍ ما، وعدم الالتحاق بأيّ مدرسةٍ أخرى"، وتعدّ هذه الظاهرة من أصعب المشاكل التي تعاني منها دول العالم، لما لها من نتائج سلبيّة تؤثر على  تقدّم المجتمع ، كما أنّها تساهم بشكلٍ أساسيٍّ في تفشّي الأمّيّة، وإعاقة عمليات وبرامج التّنمية.

وترتفع نسبة تسرّب الطلّاب من المدارس في أيّ دولةٍ تدخل حالة الحرب، نظراً لصعوبة الوصول إلى المقاعد الدراسيّة بسبب الحالة الأمنيّة، إضافةً إلى ظواهر النّزوح والتّهجير، أوعدم توافر الظروف الملائمة لمتابعة التّعليم، كما تساهم الحالة النّفسيّة في ترك عددٍ كبيرٍ من الطلاب مدارسهم، والالتحاق بسوق العمل.

وبحسب تقارير أمميّة فقد يتسبّب الفقر المُرافق للحرب في "إبعاد الكثير من الأطفال عن المدارس، ويزيد من احتمال عمالتهم، إذ تزيد الحاجة إلى العمل لكسب الرزق كلّما كبُر الطّفل، وحتّى الأطفال غير العاملين فهم كثيراً ما يعجزون عن توفير مصاريف المدرسة، بما في ذلك رسوم التّسجيل والزّيّ المدرسيّ والدفاتر، ومصاريف النّقل أيضا".

وقال الاختصاصي النّفسي "مالك الدّمشقي" لراديو ألوان، إنّ "تدهور المكانة الاجتماعيّة للتّعليم، وإعادة ترتيب سلّم الأولويّات، والذي أصبح يبدأ بخوف الأهالي وانشغالهم بالمحافظة على أرواح أولادهم،  إضافةً لتردّي الأوضاع الصّحيّة، وانتشار الإصابات والإعاقات بين الأطفال، كلّ هذا يساهم أيضاً في زيادة ظاهرة التّسرب المدرسي".

وعن الأساليب المتّبعة للتّخفيف مشكلة التّسرب المدرسي يقول "الدّمشقي": يتمّ ذلك عبر "إشراك الطّلّاب بنشاطاتٍ يفضلونها، وتنويع الأساليب العلميّة، كما يدفع منعُ العقاب، بكافّة أشكاله، إلى اندفاع الطّالب للذّهاب إلى المدرسة، فضلاً عن ضرورة تفعيل دور المرشد الاجتماعي". 

وبحسب تقريرٍ نشرته منظمة "هيومن رايتس ووتش"، حمل عنوان "السّنوات الضّائعة " فإنّ التّعليم "يُعزّز الاستقرار، ويضمن للأطفال الرّعاية والدّعم، ويُكسبهم أدوات حلّ النّزاعات سلميّاً".

كما أنّ تقريراً آخر بُني على دراسةٍ قامت بها منظّمة "يونيسكو" في عام 2014، أظهر أنّه "لو أنّ البلدان التي تكون فيها نسبة الأطفال الحاصلين على تعليمٍ ثانويٍّ جيّدة، فإنّ خطر اندلاع نزاعاتٍ سينخفض إلى النّصف"، كما قدّرت "يونيسيف" فُرص الكسب الضائعة على الأطفال النّازحين المحرومين من التّعليم الثانوي، بسبب النّزاع السوري، بـ"ملايين الدّولارات".

 

تفاصيل أوفى مع الزّميلة “ديما شُلّار” في زاوية “من صغرهن كبار” التي تأتيكم ضمن برنامج “ألوان محلّيّة”، بالتّعاون مع “مديريّة التّربية والتّعليم في الغوطة الشّرقيّة”:

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +