هل فعلاً "سنرجع يوماً!".. بين فرنسا واليونان: "الوضع سيّء"

هل فعلاً

راديو ألوان- صح اللون

لا يخفي كثيرٌ من الّلاجئين السّوريّين الواصلين إلى اوروبا، انتظارهم ليومٍ تنتهي الحرب فيه في سوريا، كي يعودوا إلى البلاد، بعد أن صُدموا بما عرفوه وعاشوه في بلدان الاتّحاد الاوربي، رغم أنّ الآلاف منهم وضعوا أرواحهم وأرواح أبنائهم على المحك، وهم في الطريق إلى تلك البلدان.

في فرنسا التي لم تستقبل عدداً كبيراً من اللاجئين السّوريّين خلال السّنوات الماضية، تضغط قلّة فرص العمل على قرارات الّلاجئين في البقاء أو المغادرة، يقول الصحفي جابر بكر لصحّ الّلون: "لا يمكنك اليوم أن تقبل كلّ ما يقوله اللاجئون السّوريّون الواصلون إلى أوروبا، ولا يمكنك إلا أن تقارن بين قوانين كلّ دولةٍ من دول الاتحاد الاروبي، فلكلّ بلدٍ ظروفه".

لا يمكن التعميم في موضوعٍ كالعودة الى سوريا، يقول بكر "علينا أن نقسم اللاجئين إلى شرائح عمريّة، فمن هم دون العشرين وقد أتقنوا الّلغة واندمجوا في المجتمعات الجديدة، لن يعودوا إلى سوريا في القريب العاجل، وفي حال انتهاء الحرب في البلاد، من هم بين العشرين والاربعين، اعتقد أنّ لديهم فرصٌ كثيرةٌ تتراوح بين البقاء والعودة".

كثيرون ممّن هم في الخمسين وما فوق من العمر، يفكّرون بالعودة كلّ يوم، يؤكّد "بكر" هذه الفكرة قائلاً: "من هم في هذا العمر يفكّرون كثيراً بالعودة، هم غادروا بسبب تداعيات الحرب المباشرة، وفي حال زوال الاسباب، ستزول النّتيجة بالنّسبة لهم".

وفي هذا السّياق، سجّلت السّنوات الماضية عودةً فعليّة لكثيرٍ من السّوريّين من دول الاتّحاد الاوربي إلى سوريا أو دول الجوار المحيطة بها.

أمّا في اليونان، فالمشهد أكثر قسوةً، أكثر من 65 ألف سوريٍّ علقوا في البلد الأوروبيّ الذي كان ممرّاً لمئات الآلاف من الّلاجئين السّوريّين والعراقيّين والفلسطينيّين خلال السّنوات الماضية.

النّاشط "محسن نعيم" يقول في اتّصالٍ مع صحّ اللون "منذ أيّام انتهى برنامج إعادة التّوطين، والذي ضمن لأكثر من 30 ألف لاجئٍ انتقالاً لاحد البلدان الأوروبيّة، فيما سيُمنح حقُّ الّلجوء في اليونان لأكثر من 30 ألف لاجئٍ وصلوا إليها بعد العشرين من آذار/مارس من العام الماضي(2016).

يقول "نعيم" إنّه، وحتّى اليوم، لا تزال الجزر اليونانيّة تستقبل لاجئين قادمين عبر البرّ والبحر من تركيا "لا تزال القوراب تصل من الشواطئ التّركيّة، من يصل اليوم سيُمنح حقّ الّلجوء في اليونان، لا مجال لغير ذلك".

من اليونان أيضاَ وبعد أشهرٍ طويلةٍ أمضاها الّلاجئون في الخيام والمُخميّات في ظروفٍ طبيعيّةٍ سيّئةٍ للغاية، عاد عددٌ لا بأس به منهم إلى تركيا أو إلى سوريا، نعيم كان شاهداً على حوداث مماثلة.

من جديد، الاعتقاد الخاطئ بأنّ الوضع الاقتصاديّ في بلدان الاتّحاد الاوروبيّ سيضمن للّاجئين أكثر ممّا يستحقون، كان هو السّبب الأساس في قرار العودة، لكنّ أسباباً اجتماعيّةً ودينيّةً، أيضاَ، دفعت بعددٍ كبيرٍ من العائلات إمّا للعودة، او الاستعداد لها، في حال استباب الأمن في سوريا.

استمع لما قاله الصّحفي "جابر بكر" والنّاشط "محسن نعيم" لصح اللون في هذا التّسجيل:

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +