القهوة، عالم اكبر من فنجان

القهوة، عالم اكبر من فنجان

راديو الوان - صح اللون

لا يوجد شعب تقريباً لم يعرف القهوة، وإن كان لكل منهم طريقته في صناعتها وشربها، لكنها تبقى حاضرة على كل الموائد وفي كل المناسبات السعيدة والحزينة، ومرتبطة بشكل شبه مباشر بكثير من العادات والتقاليد بالذات في المنطقة العربية.

بحسب صحيفة الانتدبنت البريطانية فإن أكثر الشعوب العربية استهلاكاً للقهوة هم اللبنانيون، حيث يستهلك الفرد اللبناني ما يقارب 4، 8 كغ سنوياً من القهوة، يليه الشعب الفلسطيني الذي يستهلك الفرد الواحد منه ما يقارب 3،8 كغ من القهوة سنوياً، ليحل الجزائريون في المرتبة الثالثة بحوال 3 ونص كغ من القهوة سنوياً.

في أروبا تشير الأرقام إلى أن الفلنديين يتسهلكون 12 كغ من القهوة سنوياً للفرد الواحد، فيما يتبعهم انروجيون بما يصل لعشرة كغ من القهوة سنوياً،  ثم الدنماركيين بحوالي 8/7 كغ سنوياً.

القهوة في حياتنا

يتنقال العرب الكثير من الامثال الشعبية حول القهوة، فما يربطونها مباشرة في بعض المناطق العربية، بالكرم وحسن الضيافة، فيرحب بالضيف حال وصوله بالقهوة العربية، فيما يعتبر بعض سكان الحضر كدمشق، أن تقديم القهوة مباشرة بعد وصول الضيف، يعطي رسالة بأنه غير مرغوب فيه.

وحين يكون للضيف غاية ما من مضيفه، فانه يتمنع عن شرب القهوة حتى تلبية طلبه، ما يحرج المضيف الذي يجد نفسه مضطراً لتلبية الطلب، لأنه من المعيب اجتماعياً أن لا تُشرب قهوة المضيف من قبل الضيف.

وفي الحضر أيضاَ، تكثر النساء من شرب القهوة في مجالس صباحية يعقدنها لهذه الغاية، ويتبادلن قراءة الفناجين كنوع من التنبئ بالقادم من الاحداث، فيما يصدق الكثيرون ما يمكن أن يحمله لهم الفنجان، الذي يقرأ بعدد صقوس خاصة.

القهوة والشعر

لم يقارب الشعر العربي القديم القهوة كمادة أساسية للنصوص الشعرية أو النثرية، فيما احتفى شعراء الحداثة وشعراء معاصرون بالقوة، واستخدموها في تشابيع بلاغية في قصائد عاطفية ووجدانية.

ليأتي محمود درويش بنص كامل عن القهوة، نال من الشهرة الحظ الكثير، فشبه القهوة بالانثى، متغنياً بوحدة صنعها وشربها، ومحذراً من أن يصنعها احد لك، ليخرج البن من حالته كمشروب صباحي، إلى بعد فلسفي وعاطفي وحتى وطني، كما فعل في قصيدة، أحن إلى خبز أمي.

بدوره نزار قباني، صاغ قصيدة قارئة الفنجان التي تحولت لأغنية ظهرت في سبعينات القرن الماضي، لتكون واحدة من أشهر قصائده، حين يحاول العاشق أن يعرف مستقبله مع معشوقته من خلال فنجان قهوته في يد العرافة.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +