وجهتا نظر حول المناطقية في سوريا، بين ظاهرة منتشرة، وجزء من الطائفية

وجهتا نظر حول المناطقية في سوريا، بين ظاهرة منتشرة، وجزء من الطائفية

راديو ألوان - صح اللون 

يروي مقاتلون سابقون كانوا في صفوف الجيش الحر وكتائبه في سوريا، تحاربهم عن انتشار المناطقية في البلاد، ويقول بعضهم إنهم رموا البنقدية بعد أن باتت الظاهرة تتحكم ليس بالندقية فقط، بل أيضاَ بكل ما يحكم الحياة وينظمها في المناطق المحررة من البلاد.

لا يتفق ضيفا برنامج صح اللون، الصحفي بسام يوسف رئيس تحرير صحيفة كلنا سوريون، والصحفي عبسي سميسم رئيس تحرير صحيفة صدى الشام، على مدى انتشار المناطقية في البلاد.

 لا يرى يوسف ، أن المناطقية في سوريا باتت ظاهرة تستحق الكثير من الوقت لتحليلها وإيجاد الحلول لها، بل يعتقد أن المشكلة الأم هي الطائفية في سوريا والتي حكمت حياتنا منذ بدء الثورة السورية، يقول يوسف “ليس من الممكن ان نضع دوراً كبيراً للمناطقية في سوريا في ما يحدث في البلاد، لاننا بذلك نغيب من بقية الأدوار التي تعلب دوراً أكبر في المشهد الحالي، من اختار أن يعيش في إدلب إنما اختارها لأسباب سياسية وطائفية، مع ملاحظة أن من اجبرهم على التهجير أختار المنطقة بناء على توجه طائفي”.

فيما يرى سميسم أن المناطقية في سوريا قد استشرت بالفعل، فالشعب السوري كان لديه الاستعداد لهذا النوع من التعصب والبعد عن الهوية السورية، يقول سميسم “بعد الثورة صرت ترى المناطقية التي ولدت من رحم تنظيمات اسلامية أو قوى دولية تتعامل مع سوريا كمناطق نفوذ، وليس كبلد كامل، هناك دول اليوم تتعامل مع مناطق فقط لأنها ترى فيها أهمية استراتيجية لها  فيها”.

بالنسبة ليوسف فإن سوريا لا تتواجد بها مناطق ذات لون طائفي واحد، وبالتالي لا يمكن ربط المناطقية بالطائفية المنتشرة في سوريا، يركز يوسف على أن الهوية السورية عُمل على تدميرها منذ الاستقلال، وترسخ التدمير هذا في عهد حزب البعث، حيث منعت الهوية السورية من التشكل، بل وحطمت الهوية السورية من خلال العسكر ثم البعث، يقول ” لقد عمل النظام على بناء سوريا بناء على الطوائف والمناطق، ومنع تشكيل هوية سورية جامعة”.

يطرح سميسم مثلاً من أرض الواقع، يقول إن أي داخل من معبر باب الهوى سيستشعر كم تتحكم المناطقية بنا، فقد تسأل من أين انت وعلى هذا الأساس تتم معاملتك، أي وفق المنطقة التي تنتمي إليها ، يتابع سميسيم ” الامر ليس جديد، فمنذ باتت الحواجز منتشرة على مداخل القرى والبلدات، بدأت المناطقية بالإنتشار في البلاد، قبل الثورة كانت الظاهرة موجودة لكنها لم تكن بهذه الوضوح، عوامل الحرب جعلت من المناطقية أكثر وقاحة اليوم”.

يشير يوسف إلى أن المشكة الأكبر في الشمال السوري، هي تعقيد المشهد القومي هناك، فالامراء والزعماء يختلفون بناء على التبعية للزعيم هذا أو الزعيم ذاك، يقول يوسف إن إسباباً خارجية وداخلية هي من أوصلت المشهد إلى هذا الحد، لكن يرى أن المشكلة الأكبر في سوريا هي محاكمة الإنسان السوري بناء على الجغرافيا لتدمير انتماءه لسوريا بشكل عام”.

 

استمع لجزء من الحوار:

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +