في إعلام "الصّدفة": الصّحافيّون السّوريّون ليسوا سعداء!

في إعلام

راديو ألوان - صح اللون 

تسمع كثيراً من إعلاميّين ينتمون لمؤسّساتٍ إعلاميّة سوريّة ظهرت بعد عام 2011 عن عدم رضاهم عن أداء مؤسّساتهم ومدى قدرتها على الوصول إلى الجمهور السّوري، الذي أشارت دراسةٌ صدرت عام 2016، عن 8 مؤسسات اوروبية تعمل على دعم الإعلام السوري، إلى أنّه لا يزال يتابع إعلام النّظام السّوريّ حتّى اليوم.

النّشأة والحالة

اتّفق الصّحفيّ "نبيل محمد" في اتّصالٍ مع برنامج "صح اللون"، مع أنّ الإعلام السوري لم ينجح في الوصول إلى الجمهور السّوري، بل وأخفق في كثيرٍ من الأحيان في أن يكون قادراً على لفت نظر ذات الجمهور، بدوره الصحفي "ورد اليافي" فقد أيّد ذات النّقطة، وقال لـ"صح اللون" إنّ "الإعلام السوريّ الجديد لم يستطع أن يبني قاعدة شعبيّة لاعتباراتٍ عدّة خلال السّنوات الماضية".

ويرفض "نبيل محمّد" تعبير "إعلام بديل"، ويقول إنّ التّسمية الأفضل هي "إعلام" فقط، فهو ليس بديلاً مؤقّتاً كي نسميه بهذا الاسم، وليس من الممكن أن نسميه ثوريّاً أيضاَ، مشسراً إلى أنّ عدم نجاح الاعلام السّوريّ الجديد، حسب رأيه، يعود لمجموعةٍ من الأسباب، فالأمر مرتبطٌ بكلّ تعقيدات الملفّ السّوريّ في كافّة قضاياه، مضيفاً أنّنا "لا نستطيع القول إنّ جميع وسائل الاعلام خاضعة للمانحين، لكن كثيراً منها هو كذلك، وكما تُرِك الشّعب والبلاد لهذا المستقبل السيّء، تُرِك الإعلام في ذات الحالة، المشكلة ليست في الصّحافيّ السّوري، بل المشكلة في كيفيّة دعم هذه المؤسّسات وكيفيّة بنائها".

أمّا "اليافي" فيقول إنهم في مشروع "مراسل سوري" كانوا مستقلين منذ يوم التّأسيس؛ لأنّهم لا يتلقّون أيّ دعمٍ ماليٍّ من أيّ جهةٍ كانت: "كنّا مستقلّين فعليّاً في نقل الأخبار، لأنّنا مستقلّون إعلاميّاً، ومع هذا فإنّنا خلال العامين الأولين، كنّا أكثر تحمّساً، ولم نكن نفكّر في التّفرغ مثلاً، لكنّنا شيئاَ فشيئاَ بتنا أكثر حاجةً لمصادر دخل مادّي".

حركة دائمة

لا يمكن اليوم أن تلتقي صحافيّاً واحداً في اسطنبول عَمِل في مؤسّسةٍ واحدةٍ على الأقل ولفترةٍ طويلة، تشهد المهنة تنقّلاً بين مؤسّساتها من قبل الصحفيّين، بمعدل ثباتٍ وظيفيٍّ قد لا يتجاوز الأشهر المعدودة فقط في سير البعض الذاتية، فيما يتسبّب الإغلاق المفاجئ للبعض من المؤسّسات في انتقال الكادر إلى مؤسّساتٍ أخرى بظروف أقلّ ممّا كانوا يعرفونه في مؤسّساتهم السابقة.

في المقابل، لا يزال صحافيّون محترفون كانوا يعملون في مؤسّساتٍ حكوميّة وشبه حكوميّة سوريا قبل الثورة، خارج وسائل الإعلام الجديدة؛ لأسباب سياسيّة أحياناً واقتصاديّة وإداريّة أحياناً أخرى.

لا سعادة في الصحافة

يؤكد "محمّد" بأنّ جميع من يعرفهم، على الأقل، من الصّحافيّين السّوريّين العاملين اليوم في وسائل الإعلام الجديدة هم غير راضون، إذ يقول: "كثيرون منهم لديهم خلافاتٌ مع مدرائهم ومؤسّساتهم، في الحقيقة لم ألتقِ بأيٍّ منهم لأجده سعيداً في مكانه"، ويؤكّد "اليافي" على هذه الفكرة بالقول: "إنّ الأمر ينسحب ليس فقط على الإعلاميّين، بل على أغلب العاملين في الشّأن العامّ السّوريّ خارج البلاد".

وخلال عام 2013، بات إنشاء وسائل إعلاميّة سوريّة أمراً سهلاً جدّاً، حتى بالنّسبة لغير المُختصّين، يقول "محمد" عن ذلك "إنّ هناك مؤسّسات قائمة يديرها غير الصّحافيّين، والذين يتحكّمون بصحافيّين، ويقيمون المشاريع ويتلقّون التّمويل، ويصف محمد المشهد كلّه بما يسميه "إعلام الصُّدفة"، فيما يقول "اليافي" إنّ البعض اعتبر الآعلام مُجرّد "مصدر رزق"، فهنالك من تلقّى التّمويل ولم يقدّم أيّ شيء، أو يُحدث أيّ تغييرٍ حتّى على مستوى الخبر البسيط، والذي بات يُنقل بلا أيّ تحقّقٍ أو تأكّدٍ من مصدره.

للمزيد في التسجيل الصوتي التالي:

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +