صبيان وبنات، بيض وسمر، التفريق بين الأبناء أكبر ممّا نظن

صبيان وبنات، بيض وسمر، التفريق بين الأبناء أكبر ممّا نظن

راديو ألوان- صح اللون

عانى معظمنا في فترات طفولتنا المبكرة منها والمتأخرة، وحتى سنّ المراهقة من التّفرقة في التعامل من قبل الآباء والأمهات، إن كان في التعامل اللفظي أو المادي، وكثيراً ما يُوقِع الأهل أبناءهم في فخّ المُقارنات الذي يترك أثاراً سلبية على الاطفال، ترافقهم حتى مرحلة النضج.

لا يدرك معظم الآباء والأمهات أنّ الفروقات بين أطفالهم هي أمرُ طبيعيٌّ لا يمكن مواجهته، وتقول الاختصاصية الاجتماعية "أسماء السويد": "إن الاهل عادة لديهم صورٌ نمطيّةٌ يريدون أن يروها في أطفالهم، وحين لا يجدون ذلك التصوّر المسبق، يمارسون التفرقة والتمييز بين الأبناء.

وبرأي السويد، فإنّ "الجهل هو العامل الأساس في تواجد عائلات تمارس التمييز ضد أبنائها، إذ لا تدرك العائلات أنه ودائماً هناك ابن أكثر شبهاً بذويه، فيما يختلف عنه الآخرون في ذلك الشبه الذي قد يصل إلى حدّ التّناقض مع والديه، بالتالي يعتقدون أنّ الذي يشبههم هو الابن المثالي، ويتحوّل اهتمامهم إليه دون غيره".

ويعبّر كثيرٌ من الأطفال عن غضبهم نتيجة هذا التمييز، ويتحول الغضب شيئاً فشيئاً الى غيرة بين الابناء، وتسوء العلاقات داخل العائلة الواحدة نتيجة ذلك.

وفي مجتمعات شرقية ترى أن الصبي أفضل من البنت، وأنّ البشرة البيضاء هي مقياس الجمال والذكاء والنُبل أيضاَ، يعاني الأبناء السّمر والإناث من الأهمال مقارنة باخوتهم، يتحول الاهتمام من العائلة نحو الذكر الأكبر، أو الذكر الابيض، فيما يُهمَلُ أصحاب البشرة السمراء والإناث، وقد يُعاملون بحبٍّ أقل أو اهتمامٍ أقل.

وترى سويد أن لا مبرّرات قد تمتلكها العائلات التي تمارس التمييز ضدّ أحد أبنائها، وتنصح بأن يكون الحل هو في إيقاف المقارنات، ونشر ما يمكن تسميته بثقافة العمل الجماعي "يجب على الأسر أن تخبر الأبناء أن التعاون فيما بينهم هو ما يجعل منهم أفضل جميعاً، وأن عجز أحدهم عن القيام بشيءٍ ما لوحده لا يعني عجزه الكامل، أو عدم قدرته على تأدية مهام أخرى منفرداً".

تذكرالسويد أيضاَ أنّ "النّعت والشّتم وإطلاق الأوصاف على الأطفال يجعل منهم مُعرّضين لأمراض وعقد نفسيّة ترافقهم مدى حياتهم".

استمع للقاء الكامل مع الاختصاصيّة الاجتماعيّة "أسماء السويد" في هذا التّسجيل من برنامج "صح اللون"

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +