التعميم، سلاح الحمقى المنتشر في سوريا

التعميم، سلاح الحمقى المنتشر في سوريا

راديو ألوان - صح اللون 

مع ارتفاع نسبة التوتر السياسي بين سوريا منذ منتصف عام 2011 وما بعد، كثرت الحالات التي مارس فيها السوريين التعميم ضد بعضهم البعض، وباتت الأفكار المعلبة والجاهزة التي تستخدم في المناقشات السياسية والاجتماعية والدينية، هي سيدة الموقف.

عمم السوريين على بعضهم أولاً صفتين اساسيتين، هما الموالاة والمعارضة، فيما ظهر لاحقاٌ التصنيف الثالث ليعطي مساحة ضيقة تتختصر موقفاً سياسياً بين موقفين، هو "الرماديين" ومع أن التصنيفات الثلاثة لا يمكن أن تطلق على فئة اجتماعية تضم آلاف من الأفراد، بل تصلح لتطلق على تجمعات سياسية مثل الأحزاب، لما تعنيه من موقف سياسي يضم تحالفات تهدف الى تحقيق مكاسب معينة، ألا أن ضعف الثقافة السياسية في سوريا، انتج ثقافة التعميم التي لم تعد قابلة للنقاش على الأقل في السنوات الأولى للثورة.

لاحقاً بات التعميم الاول حقيقة لا تقبل النقاش، وباتت وسائل إلاعلام العربية والسورية الجديدة، تسوق لمفاهيم انتجتها ثقافة التعميم، فاللاذقية موالية، وحلب معارضة، وحمص ثائرة، قبل أن يتحول التعميم الى الطوائف والمذاهب الدينية، والقوميات والأثنيات.

التعميم الطائفي

في الاعلام بات من الطبيعي جداً للمجررين ومقدمي النشرات الإخبارية، أن يتلفظوا بأفكار عمومية أثناء عرضهم لمواد تتناول فئات كاملة من المجتمع السوري من دون أي مراعاة للفروقات الاجتماعية والسياسية التي تمنع التعميم عليهم، فيما تقول الأرض إنهم مختلفون فيما بينهم داخل طوائفهم ومدنهن، تحول تعميم وسائل إلإعلام إلى المتابعين في شتى أنحاء العالم العربي، الذي بات المشهد فيه مُسلماً بأن المجتمع السوري منقسم طولياً وأفقياً بالشكل المُقدم إليه.

تحول الصراع لاحقاً إلى صراع طائفي، وسواء لعبت في هذا التحول قوى سياسية دولية أو لا، فإن السوريين قد انساقوا بشكل اعمى في كثير من الاحيان نحو ثقافة التعميم ، واصمين بعضهم بصفات لا تقبل التراجع، ومطلقين اتهامات وتخوينات نهائية، بني عليها شكل سوريا الذي نعرفه اليوم.

التعميم القومي

في أذهان الكثير من السوريين تتواجد فكرة واحدة اليوم عن الحديث عن المكون الكردي في البلاد، يرغبون بالانفصال، تسمع الجملة التي تحمل التعميم على جميع الأكراد في أي مكان من البلاد، ساهم في هذه النظرة التي سحبت على جميع ابناء القومية في سوريا، عمل إعلامي لا يهدأ حرض ضد الأكراد، فيما ساهمت معارك شُنت ضد الأكراد أو معهم، على تثبيت الفكرة التي لا يقبلها عدد لا بأس به من الأكراد.

غياب المعلومات

لا أرقام دقيقة حول أي شيء في سوريا اليوم، لا عدد الشهداء ولا عدد المعتقلين ولا عدد اللاجئين، بالتالي يبني كثيرون موقفهم في غياب المعلومة ونقصها، ويتحول هذا الجهل بالشيء إلى ثابت لا يقبل المساس.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +