"الشيخ المقاتل" موضة في الحرب السورية

 

راديو ألوان - صح اللون

 

يتوافق أمراء الحرب في سوريا، على أنهم "مبعوثون من قوى غير بشرية" من أجل انقاذ الوطن من اعداءه، مستخدمين كل ما يذخر به التراث الإسلامي من نصوص لهذا الغرض، من عبد الله المحسيني مفتي جبهة فتح الشام ، إلى حسن نصر الله أمين عام حزب الله، إلى معراج أورال قائد ما يسمى " قوة تحرير لواء اسكندرون"، وصولاً إلى أبو بكر البغدادي امير تنظيم داعش، سمعنا أيات واحاديث، تحث على القتال والموت من أجل الوطن والأمة والدين.

 

مفتي النصرة

يتغنى أنصار عبد الله المحسيني، بما يصفونه علمه وتفقهه في شؤون القتال الشرعي، فيما يصدر هو فتاوى تخص القتال في سوريا، تلقى رواجاً بين أنصاره الذين يعيش أغلبهم خارج البلاد ولا يعانون من ويلاتها، فشكّل المحسيني العقل العقائدي للجبهة، معطياً إياها غطاء شرعياً في معاركها التي اتهمت على إثرها بأرتكاب مجازر حرب.

قبل الثورة السورية لم يكن المحسيني أكثر من قارئ ورجل دين يعيش في المملكة العربية السعودية، عرفته قلة من الناس، قبل أن يذيع صيته حين وصل سوريا عام 2012، وانضم إلى جبهة النصرة "فتح الشام" ليصبح المفتى العام لها، ويقود حملة تحريضية ضد طوائف دينية سورية أخرى.

 

جزار بانياس

لا تتوافر معلومات واضحة حول أين كان معراج أورال قبل الثورة السورية، هو يحمل الجنسية التركية وكان يعيش في ولاية هاتاي التركية، التي تعد جزءاً من لواء اسكندورن السوري، ظهر للمرة الاولى في صور مجزرة البيضا في بانياس 4 أيار 2013، والتي اودت بحياة أكثر من 70 سورياً، قبل أن يعلن عن تشكيل ما يسمى " المقاومة السورية لتحرير لواء اسكنرون".

لا يظهر أورال الذي يعرف ايضاَ باسم علي كيالي، وجزار بانياس، في أي تسجيل مصور من دون أن يذكر آيات من القرآن الكريم أو أحدايث شريفة، معلناً ما يسميه الحرب المقدسة، فيما يطلق عليه مقربون منه، اسم المجاهد، وهو يبادلهم ذات الوصف حين يتحدث عن عملياته العسكرية.

المقاوم المجاهد

في كل مناسبة دينية ووطنية يظهر حسن نصر الله زعيم حزب الله اللبناني، الميليشيا التي تقاتل إلى جانب النظام السوري، مع الكثير من الآيات والاحاديث التي يحاول أن يؤكد من خلالها على حق مقاتليه في القتال داخل سوريا، معتبرأ أن ذات القتال هو جهاد مقدس لا يقبل المناقشة أو المساومة.

يعدُ نصر الله، الذي تتهم ميليشاته بارتكاب مجازر حرب في سوريا، بالنصر والجنة لمقاتليه الذي قضوا في سوريا خلال السنوات الماضية، فيما يعتبر أن الطريق إلى تحرير فلسطين والجهاد فيها يمر من المدن السورية.

المجاهد الرئيس

الوحيد الذي أعلن عن ما أسماه دولة، هو أبو بكر البغدادي أو "عواد إبراهيم علي البدري" قليل الظهور كبير الأثر، وهو مجاهد وأمير ورئيس دولة برأي أنصاره، وهم مجاهدون في تعريفه لجميع المنتسبين لتنظيمه صاحب الشهرة العالمية والمصنف بالإرهابي في كل أصقاع الأرض.

لا حركة يقوم بها التنظيم ومن خلفه البغدادي، إلا وفيها من نصوص الشريعة الأسم النصيب الأكبر، وفق تفسيرات التنظيم المتطرفة، التي يختلف معها أهل الجماعة والعلم.

أمراء الازقة

يعاني سوريون في مناطق خرجت عن سيطرة النظام من سطوة متطرفين يمارسون أقصى انواع العنف والقمع ضد المدنيين مستخديمن شعارات دينية، وحجج يقولون من خلالها إنهم يطبقون احكام الله، كان معظمهم قبل الثورة في البلاد، من أصحاب السوابق الجنائية، او السمعة السيئة، مع تدني في مستواهم التعليمي والثقافي، وحتى الاجتماعي.

في جنوب دمشق، عاش أشهرهم، أبو صياح فرامة، الذي كان لفترة طويلة أمير تنظيم الدولة الاسلامية في جنوب العاصمة، والذي أمر بتنفيذ أحكام أعدام بحق مدنيين بتهمٍ من قبيل "شتم الذات الإلاهية، التخابر مع المرتدين" فيما ساهم في ارتكاب مجازرة عدة من أبرزها "مجزرة حاجز الوحش".

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +