لماذا تخلت سوريات عن الحجاب؟

لماذا تخلت سوريات عن الحجاب؟

راديو ألوان- صح اللون

 

يشكل قرار إمرأة سورية بخلع حجابها والظهور من دونه، حدثاً اجتماعياً لا يتعلق بها فقط، بل بكل محيطها، ويتسع النقاش عن الأسباب الدوافع والنتائج، ليتحول إلى حديث عام في المجنمعات المحلية، فيما عرفت البلاد أكثر من حالة قررت فيها نساء تخليهن عن الحجاب، على الملئ.

إرهابيات!

رغم أن المشاهد المصورة التي تُظهر تعرض محجبات عربيات في دول الاتحاد الأوربي للتمييز، إلا أن القليل منها يعكس ما قد تعانيه النساء أثناء العمل والتنقل وحتى التسوق، في مجتمعات طالما ربطت بين المسلمين والإرهاب.

وتتعرض النساء المسلمات في بعض المجتمعات الغربية إلى التمييز ضدهن في العمل والجامعات لمجرد ما يرتدين على رؤوسهن، الحجاب بالنسبة لمتطرفين في الغرب هو هوية، وليس جزء من العبادة، وتعامل النساء وفق هذا في بعض المدن الأوربية.

بعد هجمات الحادي عشر من أيلول عام 2001، اضطرت كثيرات إلى الاستغناء عن الحجاب في الولايات المتحدة الأمريكية، فيما تعرضت النساء المسلمات في الولايات المتحدة لحملة كراهية واسعة، خلال الانتخابات الأمريكية الأخيرة وأجاز أئمة المساجد خلال ذلك  خلع الحجابات واصدروا الفتاوى التي تبيح الأمر.

أوروبا: قانون جديد

أعلنت محكمة العدل الأوروبية، في آذار الماضي أنه يحق للمؤسسات أن تحظر ضمن قانونها الداخلي أيَّ إبراز أوارتداء لرموز سياسية أو فلسفية أو دينية، للحفاظ على حياديتها وفق شروط، الأمر الذي يعتبر الحكم الأول للمحكمة في مسألة الحجاب في العمل.

وأصدرت المحكمة ومقرها اللوكسمبورغ قرارها في قضيتين في بلجيكا وفرنسا، تتعلقان بمسلمتين اعتبرتا أنهما تعرضتا للتمييز والطرد بسبب ارتداء الحجاب، معتبرة أن "منع الحجاب في إطار قانون داخلي لمؤسسة خاصة يمنع أي إبراز أو ارتداء أي رمز سياسي أو فلسفي أو ديني في مكان العمل، لا يشكل تمييزاً مباشراً على أساس الدين أو العقيدة".

العادة

تجبر العادات والتقاليد الكثير من النساء في بعض مناطق سوريا على ارتداء الحجاب منذ الصغر، وفي المرحلة  الأولى من المراهقة، لتعيش كثير من الفتيات مع غطاء الرأس من دون اي فرصة للتفكير في القرار أو اتخاذه، عاما ًبعد عام، يتحول الحجاب الى عادة تورثها النساء إلى بناتهن، على أنه فرض يجب على كل فتاة أن تُجبر عليه دون ان تسأل عن رأيها.

كثيرات تعرضن للضرب من أشقائهن الذكور من أجل ارتداء الحجاب، لأسباب ليست دينية بقدر ما هي اجتماعية، إذ يعتقد كثير من الرجال في المجتمع الشرقي، آن الحجاب يصون الفتاة ويحافظ على مظهر العائلة، كما يرى رجال أن ارتداء النساء والفتيات الصغيرات للحجاب، هو دليل على عفتهن.

في الحالة السورية ومع تشتت العائلات وفقدانها طرق الاتصال فيما بينها في بعض الحالات، وجدت كثيرات من المجبرات على الحجاب فرصة لخلعه ورفضه، بعد أن اجبرن عليه لسنوات، في مشهد يؤكد أن الإجبار لا يجدي نفعاً طويل الأمد.

نهاية القمع

في المناطق التي خرج منها تنظيم الدولة الإسلامية داعش في سوريا، بُثت صورٌ لنساء خلعن الحجاب أمام عدسات الكاميرات، بعد أن أجبرهن التنظيم المتطرف على ارتداءه مع ممارسات أخرى، قال التنظيم أنها تمثل وجهة نظره الخاصة في الشريعة الإسلامية.

في مناطق من الرقة ومناطق كردية، عبرت النساء عن رفضهن لأي إجبار في ما يتعلق بملبسهن وطريقة حياتهن، ورغم أن العادات والتقاليد لا تشبه ممارسات التنظيم، ولا يمكن المقارنة بين إكراه كل منهما، إلا أن الإجبار والإكراه في كلتا الحالتين يعطي نتائج عكسية، تظهر مع أي فرصة مواتية.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +