راديو ألوان - صح اللون

أسماهم العرب فديماً بالعسس، واعتمدهم الخلفاء والأمراء والسلاطين، ناقلوا الأخبار والأفكار التي تجول في بال العامة، تحول اسمهم لاحقاً إلى مخبرين، ونظم عملهم في مؤسسات رسمية حملت اسماء مختلفة، في سوريا أكثرها سطوة وشهرة، مراكز الأمن والمخابرات، التي نفذت إلى كل صغيرة وكبيرة في البلاد، وشكلت أكثر طرق السيطرة السياسية نفاذاً على البلاد لأكثر من 40 عاماً.

عسس الخلافة

عاد اسم العسس للظهور في سوريا، مع إعلان تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" عن تشكيل دولتها في أجزاء من سوريا والعراق، دولة أعادت كل المسميات القديمة في السياسية والاقتصاد، فعاد العسس مع الحسبة مع الشرطة، ورغم أن التعرف القديم للعس هو " نظام أمني في الدولة الإسلاميّة، مهمّته الطواف بالليل، لتتبع اللصوص، " إلا أن داعش اعتمد على العسس لمراقبة الناس في أكثر أمور حياتهم صغراً، واكثرها خصوصية.

تبنت تنظيمات أخرى في سوريا فكرة العسس، لكن الاسم كان مختلفاً، فالمسؤول الأمني دائم التواجد في هكيلية الفصيل أو التشكيل العسكري، وهو عملياً ضابط مخابرات تصله تقارير أمنية، من عناصر زرعوا ونشروا بين العامة والمدنيين، وكما ضباط المخابرات، عمل أمراء الأمن ومسؤوليه في التنظمات المختلفة في سوريا، على تنفيذ اغتيالات وتصفيات ضمن اجسام التشكيلات التي يعملون بها، وتورط كثير منهم في عمليات قتل وإبادات جماعية.

المخبرون الجدد

العسس وعناصر المخابرات، كلاهما يصعب اكتشاف أنشطتهما إلا بعد فوات الآوان، فلا يوجد تعريف واضح او شكل أو صفات أو معالم، من الممكن أن تدلك على أن فلاناً عنصر في المخابرات، أو أن علتاناً، ينتسب لفرع ما، لكن إشارات يتفق عليها بعض السوريين قد توصلك إلى ممارسات اعتاد عناصر المخابرات على أداءها في البلاد.

شوفير التكسي

كثير من عناصر وصف ضباط المخابرات كانوا ولا زالوا يعملون كسائقي سيارات إجرة في شوارع سوريان فغانيك عن تحقيق دخل إضافي ضروري، هي فرصة للاحتكاك المباشر مع المدنيين في الزحام، حيث من الممكن أن يٌعبر المدني المتعب في هذه الحالة عن غضبه وتعبه، ويعبر عن رأيه، الذي يشكل مادة خام لكتابة تقرير يجزى عليه.

الموظف النشيط

في المؤسسات الحكومية، من الممكن أن تجد موظفاً أو موظفة بمواصفات الضربات الاستباقية، هو أو هي، أكثر من يحث على المشاركة في المسيرات التي يُجبر موظفو الدولة على الخروج لها، دعماً للنظام السياسي، وهو أو هي، اول من يرفع صورة الرئيس وأبو الرئيس وأخو الرئيس في صدر المكتب والدهليز وقاعة الإجتماعات، وهو أو هي، كاتب التقارير المحتمل الذي يجب الابتعاد عنه.

الرفيق المخبر

هو عضو قيادة اتحاد الشبية او الطلبة أو الفلاحين أو العمل والمهنيين والإتحاد النسائي، يكفي أن يبرز بطاقة العضوية حتى يعلم المحيطون أنهم أمام مخبر مخلص، لكنه مختص، فهو بعثي يرفع تقاريره لشعب مختلفة، يبدأها بترديد الشعار، وينهيها بالشعارات الثلاثة.