الرعب السوري، مما مضى أم من ما هو آت؟

الرعب السوري، مما مضى أم من ما هو آت؟

راديو ألوان- صح اللون


عرف السوريين خلال سنوات الصراع المسلح، كافة أشكال الرعب الذي هدد حياتهم، داخل البلاد وخارجها، من قوى عسكرية أو جماعات متطرفة، او حتى من ظواهر طبيعية.


داخل سوريا من النادر أن لا تقابل سورياً اينما كان محل إقامته لم يعيش ليلة واحدة على الأقل، مع أصوات القصف على الأقل، التي تطال مناطق مجاورة لحيه أو مدينته أو قريته، فيما عاش الآلاف ليالي القصف المباشر عليه، بالبراميل المتفجرة والاسلحة الثقيلة.


عمليات اجتياح القوات النظامية السورية لمنطقة ما، كانت تشكل حالة مرعبة لكثير من المدنيين على مدى سنوات خلت، مع ما تحمله من عمليات إبادة وتصفية واعتقال، يترافق ذلك مع مخاوف من أطباق الحصار على المنطقة المستهدفة في حال لم تكتمل عملية الاجتياح.


في المقابل، عرف سوريون انواعاً من الرعب الذي بثته تنظيمات إرهابية متطرفة في كثير من مناطق البلاد، عمليات التفتيش والإعتقال التي نفذها تنظيم داعش في المناطق التي سيطر عليها خلال سنوات، حملت معها مواقف لا يمكن لمن عاشها أن ينساها بسهولة.


يقول أطفال من مدينة دير الزور، إنهم شاهدوا علميات جز رؤوس وتصفية قام بها عناصر التنظيم في الشوارع، أثناء سيطرته على المدينة، فيما هددهم بقطع اطرافهم في حال شاهدهم يلهون في الأزقة والطرقات.


رعب السفر


شكلت الطرقات والتنقل عبرها حالة من الرعب أيضاَ لكثير من السوريين، الحافلات التي كانت تقل مسافرين عبر مناطق البلاد، عبرت من مناطق سيطرت عليها قوى مختلفة ومتنوعة، تتنازع فيما بينها وتحاسب على الهوية، السفر داخل سوريا، كان عملية مرعبة ومحفوفة بالمخاطر للآلاف طوال سنوات.


مع كل الاجواء التي ترافق الصعود في قوراب الهجرة غير الشرعية، التي منها الاضاءة الخافتة والسير من الشواطئ حتى القوارب، وارتداء ستر النجاة، ورمي بعض الممتلكات الشخصية، كلها تفاصيل تهيئ الرعب في نفوس المهاجرين السوريين، الذي سمعوا قبل رحلاتهم عن مصير مئات غيرهم لاقوا حتفهم في البحر، وفي الطريق إلى دول الاتحاد الأوربي، ما يجعل الرحلات البحرية هي المواجهة الأكثر ألما مع الموت الذي عرفه مدنيو البلاد.


رعب المستقبل


يشكل الانشغال بما هو قادم ليس على البلاد فقط، بل أيضاَ على مصير الأسر والعائلة والأطفال، حالة الخوف الاكبر التي تصيب السوريين اليوم، الخوف من المستقبل القريب حتى، من تأمين العمل، والمسكن، والتعليم الجيد، هي أكبر هواجس السوريين الناجين من الموت وأشكاله، حالة من القلق التي تسيطر على النفوس والقلوب، من الممكن أن تتلمسها في قلب كل سوري.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +