الإرهاب، تعريف شعبي وتعريف دولي

الإرهاب، تعريف شعبي وتعريف دولي

راديو ألوان- صح اللون

لا يتفق المجتمع الدولي على تعريف معين يلخص موقفه من الإرهاب، وطالما عاش السياسيون صراعات ونقاشات طويلة في محاولتهم لوضع تعريف متفق عليه للصفة التي تطلق عادة على جماعات مسلحة خارجة عن القانون، وعلى الأفعال التي ترهب المدنيين وتبث الرعب والخوف في نفوسهم، وقبل ذلك استهداف المدنيين وتهديد حياتهم.

خلال الحرب السوية، أستفاد النظام السوري من فوضى التعريف، وعدم تحديده للمفهوم الذي بقي فضاضا في المجتمع الدولي، فاعتبر النظام مع انطلاق الحراك الشعبي في 2011، ان كل معارضيه هم ارهابيون يجوز له أن يمارس بحقهم كل أنواع العنف والتنكيل والاعتقال، رويداً رويداً، ظهرت في سوريا تنظيمات صُنف دولياً على أنها إرهابية، وبات حجة النظام أقوى ومعها غلوه في استخدام القوة.

أعطت الأحداث المتلاحقة منذ عام 2013، النظام وحلفاءه وحتى المجتمع الدولي، مساحة أوسع لاستخدام مصطلح الأرهاب، مع ظهور تنظيمي داعش والنصرة، وسيطرتها على أجزاء من سوريا، خطاب التنظيمين ساعد على وصفهما بالإرهاب، فضلاً عن ممارستهما لكل انواع العنف في البلاد.

استثمر النظام في ذلك، ومعه استثمر المجتمع الدولي، وشكل التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، الذي اعتبر الأكبر في التاريخ، فاجتمعت دول عدة في حملة عسكرية واحدة استهدفت اراضي سورية وعراقية، تحت شعار مكافحة الإرهاب.

في المقابل، لم تأبه التنظيمات المتطرفة في سوريا، لوصفها بالإرهابية، تكاد بعضها أن تفاخر بهذه الصفة، في ما بثته من مواد إعلامية وإعلانية عن نشاطاتها في سوريا والعراق.

يتفق سوريون على أن الارهاب الذي يتحدث عنه المجتمع الدولي، لا يشمل ما عرفوه وما اختبروه على الارض، فالرغم البطش الذي مارسه تنظيم الدولة وغيرها من التنظيمات المتطرفة في البلاد، إلا أن بطش النظام وميليشاته وأجهزة أمنه في البلاد، كان لها الأثر الأكبر على حياتهم وأمنهم.

تظهر الأرقام التي نشرتها منظمات حقوقية سورية ودولية، أن النظام قتل واعتقل اضعاف ما قتلت التنظيمات المتطرفة في سوريا، فيما ساهمت طائرته في تدمير أجزاء واسعة من سوريا، وارتكتب ميليشاته مجازر عدة في البلاد، منذ الأشهر الاولى للانتفاضة الشعبية في البلاد.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +