كيف ننجو منها، الواسطة داء سوري قابل للتصدير

كيف ننجو منها، الواسطة داء سوري قابل للتصدير

راديو ألوان- صح اللون

"اصدار شهادات جامعية، اصدار أقامة للمخالفين، شهادات وفاة وولادة، اتصل على *****95 " هذا نص إعلان نٌشر على مواقع التواصل الاجتماعي،والصفحات التي تخاطب السوريين خارج البلاد، النص من دون أي مورابة يقول للمتابعين، إن صاحبه بارع في التزوير، وجاهز لأداء الخدمة لمن يحتاجها.

يعكس الإعلان السابق وغيره العشرات من الإعلانات المشابهة، كيف نقل السوريون جزء من منظومة الفساد التي تغلغلت في كل مفاصل دولتهم، إلى البلدان التي لجؤا إليها، عبر مكاتب سمسرة علنية، تستغل حاجز اللغة، والجهل، لدى كثير من اللاجئين السوريين.

مارس كل من التحق يوماً بالخدمة الإلزامية في سوريا، الواسطة، كي يخفف من أعباء الخدمة العسكرية، أو يحصل على إجازة منها، ولو لأيام، فيما دفع أخرون مبالغ كبيرة، لقاء نقلهم أو عدم تكليفهم بمهام تدريبية شاقة، فيما تمكن كثيرون من قضاء أشهر الخدمة في منازبهم بعد أن اتفقوا مع ضباط مشرفين عليهم، على مبلغ مالي شهري.

عرفت قطاعات مثل الإعلام والإدارة المحلية، والخارجية، والداخلية، ظهوراً شرساً لحجم الواسطة في الحصول على وظيفة ما، فيما مارست جميع مؤسسات الدولة بموظفيها، سياسية الرشى والمحسوبيات، في التعامل مع المواطنين بشكل يومي، ووصل الأمر في بعض الجهات الحكومية إلى الحد العلني في طلب الرشوة.

قد نختلف اليوم على جدلية البيضة والدجاجة حين نحاول أن نعرف من سبق من في نشر ظاهرة الواسطة في سوريا، الناس بجموعهم حين شاركوا بها وبجميع أشكالها؟ أم منظومة الحكم التي بنت نفسها على استمرار الفساد بكل أشكاله كي تمسك بقوة بمفاصل البلاد؟.

زادت الظاهرة انتشاراً خلال سنوات الحرب في مناطق سيطرة النظام، ومناطق سيطرة المعارضة على حد سواء، اختلفت الوجوه قليلاً بين هناك وهناك، فيما يمارس القفز على القانون والحقوق العامة، من دون أي اختلاف عما سبق، حتى في منظمات وجهات من المفترض أنها خلقت حاملة شعارات الحرية وحقوق الإنسان وكرامته، إلا أنها تنتهك شعاراتها بشكل يومي، وتحت أكثر من عنوان.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +