الغوطة الشرقية بين مطرقة الحصار وسندان الانتهاكات

الغوطة الشرقية بين مطرقة الحصار وسندان الانتهاكات

راديو ألوان - ألوان محلية 

منذ بداية الثورة السورية في آذار 2011 والغوطة الشرقية تحتل صدارة الأخبار الخاصة بسوريا، تارة بسبب قصف النظام السوري والحصار الذي يفرضه عليها بشكل ممنهج، وتارة أخرى بسبب المعارك الدائرة قربها.

إضافة إلى ذلك، لطالما أثارت الجدلَ مواضيعُ تخص الفصائل المسيطرة على الغوطة الشرقية وتجاوزاتها بحق الناشطين والمدنيين، وآخرها محاولة "نفي" رئيس الهيئة السياسية في دمشق وريفها، عزو فليطاني، إلى خارج مدينته، دوما، صوب القطاع الأوسط في الغوطة، على خلفية رفضه الانصياع لضغوط جيش الإسلام ومكاتبه الأمنية من جهة، وإصراره على إبداء رأيه من جهة أخرى، وفقا لبيانٍ أصدره ناشطون في الغوطة الشرقية وخارجها.

وأكد الموقعون على البيان على رفضهم للممارسات الإجرامية والمتتالية والسلوكيات القمعية للفصيل، بعد أن قام سابقاً بنفي الطبيب محمود الحكسكي، وخالد أبو الريس ومنع حوالي 160 أسرة من دخول مدينة دوما.

الاتهام هذا لا يعد الأول من نوعه الموجه لجيش الإسلام، إذ تم اتهامه سابقاً بإختطاف عدد من الناشطين المدنيين العاملين في الغوطة (رزان زيتونة وسميرة الخليل وآخرون).

وقال عضو المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية، غيث حمور، إنه لم يعد من الممكن العودة إلى زمن الديكتاتوريات، متهماً جيش الإسلام بأنه تربى في مؤسسات النظام وتشرَّب بعض عاداته.

وشدد حمور على ضرورة عدم مصادرة آراء السوريين، مذكرا المقاتلين مع جيش الإسلام والفصائل الأخرى بالهدف الرئيس من قتالهم للنظام السوري، كما أكد أن الحراك الموجود في الغوطة هو مخاض تعيشه سوريا للوصول إلى الحالة الديموقراطية في المستقبل، مقللاً من أهمية هذه الحوادث.

ولا تحتل الغوطة طليعة الأخبار اليومية لسوريا بالتجاوزات الأمنية فحسب، فقضية الطفل كريم -الذي أصيب بقصف مدفعي وفقد إحدى عينيه وتعرض لكسر في الجمجمة- احتلت الصدارة في أخبار وأحاديث السوريين، وتضامن معها ناشطون بحملة إعلامية قاموا خلالها بنشر صورهم وهم يغطون إحدى عيونهم، داعين المجتمع الدولي للتحرك من أجل كريم وبقية أطفال الغوطة المحاصرين.

حيال ذلك، أشار عضو المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية، يوسف البستاني، إلى أن قضية كريم تختصر حالة كل أطفال الغوطة الشرقية ومعاناتهم من نقص الغذاء والدواء لافتا إلى نقص الرعاية الطبية وحليب الأطفال.

وقال البستاني إن الحملات التي يقوم بها الناشطون تحاول إيصال الصورة الحقيقية عن الغوطة الشرقية، مؤكداً أن حملة التضامن مع كريم وصلت لأعلى المستويات السياسية لكن الواقع على الأرض لم يتغير، فيما اختلف غيث حمور، مع البستاني قائلاً إن هذه الحملة ستنجح كما نجحت سابقاتها، مشيراً إلى وجود 15 ألف طفل يتيم في الغوطة.

للمزيد الاستماع الى التسجيل الصوتي التالي:

 

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +