أهالي درعا تحت جحيم النّار الرّوسيّة

أهالي درعا تحت جحيم النّار الرّوسيّة

قُتِلَ 22 مدنيّاً، بينهم نساءٌ وأطفال، وأُصيب العشرات بجروح خطيرة، نتيجة قصف مروحيات النظام، اليوم السبت، للأحياء السكنية في بلدة "غصم"، بريف درعا الشرقي.

وأفادت وسائل اعلام محلية بأنّ مروحيات النظام ألقت نحو 6 براميل متفجرة على أحياء المدينة، مُخلفةً دماراً كبيراً في الأبنية السكنية.

وكان الطيران الروسي قد استهدف، صباح اليوم السبت، بلداتٍ عدة في الريف الشرقي لمنطقة حوران، إذ تركّزَ القصف على بلدات "الجيزة، كحيل، المسيفرة، الغريّة".

ونقلت "وكالة سمارت" عن رئيس المجلس المحلي للبلدة "منير القسيم" قوله: "إنّ البلدة تضمُّ حاليّاً أكثر من 80 ألف نسمة؛ معظمهم نازحون من القرى التي تشهد قصفاً من قِبَلِ قوات النظام وروسيا".

ولفت "القسيم" إلى أنّ "كل منزلٍ في البلدة يحوي ما لا يقل عن 15 عائلة"، مضيفًا بأنّ "قسماً كبيراً من النازحين يُقيم في السهول المُحيطة بالبلدة".

وأوضح "القسيم" أنّهم، في "المجلس المحلي"، يُقدّمون الخبز والمياه للأهالي والنازحين، مع عدم قدرتهم على تقديم خدمات أخرى، في ظلّ غياب دور المنظمات الإنسانية ونقص في الخدمات الطبية وعدم وجود أي رعاية أولية للنازحين.

إلى ذلك، قُتِلَ 5 مدنيين وجرح آخرون، بقصف مكثف لقوات النظام السوري، أمس الجمعة، على قرية الكرك شرقيّ درعا.

وقال ناشطون محليّون إنّ قوات النظام قصفت القرية بقذائف المدفعية والدبابات، عقب فشل مفاوضاتٍ لانسحاب فصائل المعارضة السورية من المنطقة، ما أدّى لمقتل 5 مدنيّين في حصيلة أولية، بينهم امرأتان وطفل، كما جُرِحَ آخرون.

وفي إطار العمليّات العسكريّة، أعلنت فصائل "غرفة عمليات الجنوب"، أمس الجمعة، عن صدّها محاولة تقدّمٍ لقوات النظام السوري والميليشيات المساندة لها، إلى قرية "جبيب" القريبة من الحدود الإدارية لدرعا، ودمّروا دبابتين بصواريخ مضادّة للدروع من طراز "تاو".

وأشارت غرفة العمليات، والتي تضمّ فصائل المعارضة السورية وبعض الكتائب الإسلامية، إلى أنّها "استولت على سيارة لقوات النظام وقتلت عدداً من عناصره خلال المواجهات".

من جانبها، أعلنت وسائل إعلاميّة موالية للنظام، اليوم السبت، أنّ قوات النظام دخلت إلى كل من بلدات "الكرك الشرقي، الغارية الغربية، الغارية الشرقية"، ومدينة "داعل"، في الريف الجنوبي والشرقي لمحافظة درعا.

سياسيّاً، قال مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الجمعة، إنّ بلاده "لا تستطيع تأكيد التوصّل إلى وقفٍ لإطلاق النار جنوب سوريا".

وبحسب "رويترز"، أشار المسؤول إلى أنّ المعارك مستمرة في منطقة جنوب غرب سوريا، حيث يواصل النظام وروسيا قصف المنطقة، إذ أنّ الوضع لا يزال قاتماً، بحسب تعبيره.

من جانبٍ آخر، قال قائد "جيش اليرموك"، بشار الزعبي، "إنّ الهيئات المدنية والعسكرية في درعا شكّلت لجنةً للتفاوض مع الروس، وبدأت الاتصالات من أجل وقف إطلاق نار في درعا جنوبي سوريا".

ونقلت "سمارت" عن "الزعبي" قوله: إنّ "أغلب فعاليات حوران اجتمعت وشكّلت خلية أزمة للتفاوض مع الروس، من أجل خفض التصعيد وعودة الأمن".

وشدّد "الزّعبي" على عدم وجود أيّ بنودٍ مطروحة حتى الآن، كما أكّد أنّ فعاليات حوران تسعى بأقصى سرعة لتحقيق "وقف إطلاق نار يحفظ كرامة الثورة".

وفي وقتٍ سابقٍ، أفادت وسائل إعلامية بأنّ المسؤول الرسمي الأردني قد لفت إلى أن هناك تقارير تؤكد التوصل لوقف إطلاق نار جنوبي سوريا، لكنّ متحدثًا باسم الفصائل في درعا، لفت إلى أنه ليس هناك هدنة بسبب عدم التزام النظام وروسيا واستمرار القصف الجوي على المحافظة.

إنسانيّاً، قالت منظّمة "الدفاع المدني السوري"، اليوم السبت، على لسان الناطق الاعلامي باسم المنظمة في درعا "عامر أبا زيد" إنّ أعداد النازحين الهاربين من قصف قوات النظام السوري وروسيا على محافظة درعا تجاوزت عتبة الـ"200 ألف"، مع عدم وجود إحصائية دقيقة لعددهم.

وأضاف "أبا زيد" أنّ النزوح يتركّز نحو الشريط الحدودي مع الأردن والجولان المُحتل، وأشار إلى أنّه لا توجد أيّ هيئة إغاثية قادرة على استيعاب هذه الأعداد أو استقبالهم وبناء مُخيّمات لهم.

وكانت قوات النظام السوري والميليشيات المساندة لها، مدعومةً بالطيران الروسي، قد بدأت شنّ حملة عسكرية منذ 12 يوماً، على ريفي درعا الشرقي والسويداء الغربي، رغم دخول المنطقة في اتّفاق "تخفيف تصعيد"، ما تسبّب بمقتل وجرح عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى تدمير نحو 40 بالمئة من مدينة الحراك و60 بالمئة من بلدة المليحة الشرقية، ونزوح عشرات آلاف المدنيين من قراهم.

 

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +