أشكال ألوان| قالوا في حلب!

أشكال ألوان| قالوا في حلب!

يعودُ عمرُ حلب، التي تُدمّرُها وتقتلُ أهلها أسلحةُ النظامين السوريّ والروسي، وسط صمتٍ عالميّ باتَ مُعتادًا رغم إيذائه، إلى 12 ألف سنة قبل الميلاد حسب بعض المراجع. وتُعدُّ أكبرَ مدن بلادِ الشام، وأقدم مدينة في التاريخ، وكانت المدينة عاصمة لمملكة يمحاض الأمورية وتعاقبت عليها بعد ذلك حضاراتٌ عدة مثل الحثية والآرامية والآشورية والفارسية والهيلينية والرومانية والبيزنطية والإسلامية. وفي العصر العباسي برزت حلب كعاصمة للدولة الحمدانية التي امتدت من حلب إلى الجزيرة الفراتية والموصل. تعد حلب واحدة من أقدم المدن المأهولة في العالم حيث أنها كانت مأهولة بالسكان في بداية الألفية السادسة قبل الميلاد.


وعلى طريقتهِ، يحاولُ ملحق أشكال ألوان إعلانَ تضامنِهِ مع حلب، بأن يُذكّرَ القرّاء ببعض ما قيلَ من شعرٍ قديمٍ في حلب، في محاولةٍ لتقديمِ الألم جمالياً، بعيدًا عن الموقفِ السياسيّ الذي يبدو أنهُ لن يُغيّرَ في واقعِ الحال شيئًا.


المتنبي:


لا أقمنا في مكان و إن طاب ... ولا يمكن المكان الرحيلُ


كلما رحبت بنا الروض قلنا ... حلب قصدنا و أنت السبيلُ


**


أما المعرّي في رسالة الغفران فقال:


يا شاكي النوب انهض طالبا حلبا ... نهوض مضنى لحسم الداء ملتمسِ


واخلع إذا حاذيتها ورعا ... كفعل موسى كليم الله في القدسِ


**


 ابن أبي حصينة (العهد المرداسي): 



حلب هي الدنيا تلذ وطعمها ... طعمان شهد في المذاق وعلقمُ


قد راقها صيد الملوك فما انثنوا ... إلا ونار في الحشا تتضرم


**


ابن الوردي:


أيا أرض الشمال فدتك نفسي ... وأصغر أن أقول فداك مالي


 وقالوا: مل إلى جهة سواها ... فقلت: القلب في جهة الشمال


**


الأخطل الصغير:


نفيت عنك العلة و الظرف والأدبا ... وإن خلقت لها إن لم تزر حلبا


لو ألف المجد سفرا عن مفاخره ... لراح يكتب في عنوانه حلبا


**


البحتري:


يا برق أسفر عن قويق فطرتي ... حلبٍ فأعلى القصر من بطياس


عن منبت الورد المعصفر صبغة ... في كل ضاحية ومجنى الآس


أرضٌ إذا استوحشتكم بتذكرٍ ... حشدت علي فأكثرت إيناسي


**


الصنوبري:


حلب أكرم مأوى ... وكريم من أواهـــــا


بسط الغيث عليها ... بسط نور ما طواها


وكساها حللا أبـ ... دع فيها إذ كســـاها


**


وقال كشاجم يصف حلب:


أرتك ندى الغيث آثارها ... وأخرجت الأرض أزهارها


وما أمتعت جارها بلــدة ... كما أمتعت حلـــــب جارها


هي الخلد يجمع ما تشتهي ... فزرها فطوبى لمن زارها


ولابدّ في الختام من العودة إلى أبي الطيب المتنبي، في أبياتٍ قد تتوافقُ مع كلّ ما يجري لحلب هذه الأيام.


المتنبّي:


أتيت أرى الشهباء لكنَّ خيبة ... أطاحت بأحلامي وأدمَتْ صباحيا


فحطت سحابات من الحزن في ... دمي كأنِّي أرى ما لا يُرى في دمائيا


لقد بات فيها كلُّ شيء مشوها ... فقد ضيعوها واستباحوا تراثيا


كأنِّي بها أمست بقايا مدينة إلى ... الموت قد أمسى بها النجم هاويا


سأرحل .. لا شعري يعيد مدينتي ... ولا أدمعي تحيي دهوراً خواليا


لعلي أرى الشهباء في قبر وحدتي ... فأبعثها، فالقبر أمسى عزائيا


أضم بقاياها واحيي رميمها ... وأطلقها بيضاء للحب ثانيا

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +