أشكال ألوان| «بقعة ثورة» من معرة النعمان

أشكال ألوان| «بقعة ثورة» من معرة النعمان

لا يخفى على أحدٍ ما يعانيه السوريون يومياً منذ بداية الثورة وحتى الآن، في كل المجالات التي قد تخطر على البال، وفي جميع المناطق السورية بما فيها المناطق المحررة، التي وحتى وقتٍ قريبٍ لم يكن هناك مساحات ضوءٍ كافية ترصد بشكلٍ مكثفٍ ما تعانيه تلك المناطق من ألم.


من منتصف هذه المساحة، ومن المعرّة تحديداً بدأ الضوء يتسرّب مشكلاً «بقعة ثورة» لا حدود لامتدادها من حيث ما تتناوله من قضايا واهتمامات.


برنامج «بقعة ثورة» بدأ كأول مشروع فعلي يُبَثُّ من الداخل السوري على اليوتيوب بحلقات أسبوعية كل مساء خميس، وبكادر عمل لم يتجاوز سبعة إعلاميين (مصورَين/مخرج/ كاتب/مونتاج/ مترجم/مقدم)، وبتمويلٍ متواضع.


يتحدث أحد المصورَين بالبرنامج الإعلامي مدين النحاس عنه فيقول: «هو برنامج اجتماعي هادف، يسلط الضوء على بعض مشاكل المجتمع، ويساهم في اقتراح بعض الحلول، ويحاول قدر المستطاع تطبيق هذه الحلول كونه صلة الوصل بين الأهالي والجهات الداعمة والفعاليات المدنية القادرة على إحداث تغيير في المجتمع».


وفي لقاء خاص لراديو ألوان مع المدير المؤسس للبرنامج وصاحب فكرته، الإعلامي أحمد الجربان مؤسس موقع المعرّة الآن، كان لنا هذا الحديث:


- كيف تبلورت فكرة البرنامج، وكيف أصبحَت واقعاً بعد ذلك؟


بسبب كثرة المشاكل التي يعانيها السوريون من ويلات الحرب اليومية، كان لا بدَّ من تسليط الضوء على أولئك الذين لم يجدوا من يمد لهم يد العون، وانطلاقاً من مسؤوليتنا في الداخل وتكرار السؤال لنا عن دورنا الفعلي في التخفيف عن أهلنا كإعلاميين، أصبحَ من الضروري أن نأخذ زمام المبادرة، خاصة بعد حديثي مع عدة منظمات عن الأوضاع في الداخل والجهل التام بمشاكلنا الذي تذرّعت به تلك المنظمات، هو بقعة ضوء على ما يتم تجاهله كي لا نُبقي عذراً لذلك.


قمتُ ببعض الاستشارات، وكان هناك إقبال كبير على فكرة البرنامج. قررنا أن تستضيف كل حلقة أحد المتضررين من مشكلةٍ ما، ومسؤولٍ يمثل السلطة العليا في منطقته، مثل المجالس محلية أو المجالس محافظة أو العاملين في إحدى المنظمات أو الهيئات التي من ضمن صلاحياته إيجاد حل لها.


- متى بدأ المشروع، وهل واجهتكم أيّ مشاكل؟


بدأنا المشروع منذ قرابة الشهرين، وتم عرض الحلقة الأولى منه بتاريخ 30/6/2016 وقد لاقت إقبالاً جيداً مع ما كان فيها من أخطاء كعرض أول، تلافيناها في الحلقات التالية، وكان هناك اهتمامٌ كبيرٌ بموضوع ترجمتها للإنجليزية لأهمية وصولها لشريحة أكبر، وكان هذا سبباً رئيسياً لتأخر البث.


لم نتعرض لمشاكل في العمل إلا ما نتعرض له يومياً من قصف الطائرات الروسية والأسدية، وهذا ما يضطرنا أحياناً لتأجيل البث أو التصوير.


- كمخرجٍ لهذا العمل، كيف ترى مستقبله في ظل الظروف الصعبة وغير الآمنة؟


أتوقعُ أن يكون هذا البرنامج هو المثل لتطبيق الحلول للمشاكل التي يُسلَّطُ عليها الضوء، فتلك المشاكل ليست فقط في المعرّة بل تكاد تكون العامل المشترك بين جميع أهلنا في الداخل السوري. البرنامج بخطته المبدئية سيكون 35 حلقة، لكنني أتوقع له الاستمرار بطرق مختلفة، لن نيأس ولن نتوقف عند هذا الحد.


- إن كان العمل يقوم فقط بعرض المشاكل التي يتعرض لها السوريون، فكيف تتوقع أن يجد الحلول لها؟


البرنامج لم يكن منذ بدايته محصوراً بالتصوير، نحن تجاوزنا مساحة الكاميرا منذ البداية لنتوجه إلى عقد ندوات بحضور المتضررين والعاملين في المنظمات وفعاليات المجتمع المدني. في الندوات الأولى يقوم الأهالي بطرح مشاكلهم ومن ثم يتم تدوينها ومناقشتها وعرضها في ندوة أخرى على المنظمات، بُغية إيصالها للمسؤولين أو القادرين على حلّها، وبعد ذلك نقوم بتصويرها.


في أولى ندواتنا تم طرح مشكلة ذوي الاحتياجات الخاصة، وفعلاً تلقينا عرضاً من إحدى المنظمات بالتكفّل بتدريب عشرين شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم للاعتماد على أنفسهم ومن ثم تقديمهم لسوق العمل، لا أقول إن عشرين شخصاً هو عددٌ كبير، لكن كبداية هو مبشرٌ لطريق مفتوح بالاحتمالات الإيجابية.


- كأول عملٍ من نوعه يُبث من الداخل، ما هو نوع المشاكل التي يركز عليها وما السبيل لمساعدته في الاستمرار؟


نحن نستهدف المشاكل الإنسانية كعمالة الأطفال، بطالة الشباب، عائلات المعتقلين، وكثيرٌ مما يواجهه أهل الداخل يومياً. أما ما سيساعدنا على الاستمرار فهو أن تُبدي المنظمات اهتماماً أكبر بمثل هذه الأفكار، وأن تمد يد العون أكثر لتخفيف معاناة الشعب السوري المستمرة منذ خمس سنوات. وكذلك الإعلام كتلفزيون وصحف وإذاعات، نتمنى أن تحظى هذه المبادرة ببعض اهتمامهم لتصل أصوات السوريين إلى العالم أجمع.


برغم كل الصعوبات، إلا أن هذا العمل بقليلٍ من الدعم وكثيرٍ من الإيمان وجدَ طريقه للنور أخيراً، وكذلك فإنني أؤمن أن هموم السوريين ستجد طريقها للخلاص.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +