أشكال ألوان| الصحافة الفنية تُجمِع: إنه موسم الخيبات

أشكال ألوان| الصحافة الفنية تُجمِع: إنه موسم الخيبات

أغلقت الشاشات الصغيرة نوافذ فرجتها فور انتهاء شهر رمضان، ليحتدم النقاش خلف ستارة العرض حول جدارة ما قُدِّمَ من موسم درامي في تحصيل نسب متابعة عالية، وفي رفع جماهيرية القنوات الفضائية التي تحولت بدورها إلى ماكينات عرض لعشرات الأعمال بالتتالي، بغض النظر عن المستوى المُقدَّم.


جاءَ المشاهد واهتماماته في المرتبة الأخيرة من ناحية خطط الترويج الدرامي، وسحبَ الموسم أذياله متثاقلاً محملاً بعبارات الملامة من عشرات النقاد والصحفيين، الذين أجمعوا في غالبيتهم على تسميته بموسم الخيبات. فهناك من وقف على أطلال «غداً نلتقي» على أنه درة كل المواسم كالصحفي ماهر منصور، والذي فند عبر منصته الإلكترونية الفرقَ بين العمل الذي يتابعه المشاهد ويتعلق به، وبين العمل الذي يستحق التقدير على حرفية صناعته المتقنة. وفعلاً تصدى منصور طيلة الموسم لإبراز عددٍ كبيرٍ من نقاط الخلل في الحبك الدرامي وآليات تنفيذ العرض، إلا أنه أشاد بالبنية الإخراجية المتقنة في مسلسل «أفراح القبة»، وبالتميز الذي قدمه النجم سلوم حداد في «الندم» وبريق إطلالة أويس مخلللاتي في «نص يوم».


الثناء على قدرات سلوم حداد التمثيلية وردَ في معظم المقالات الفنية لصحفيين سوريين وعرب، فلُقِّبَ بغول الدراما السورية ونحات التمثيل. في حين حاز مشهد وفاته تعاطفاً كبيراً، حتى أن الصحفي صدام حسين ربط بين مشهدي مقتل أبو عبدو الغول في الندم ومقتل الزير سالم قبل ستة عشر عاماً، نظراً لثقل الأداء المقدم من قبل نجم العملين.


أما العمل الذي طاله كثيرٌ من التهجم منذ بداية العرض فقد كان «أحمر»، التجربة الدرامية الأولى للمخرج جود سعيد، وقد جاءت مقالات محمد الأزن ورامي كوسا كمنبرٍ دفاعيٍ عن إجحاف الإخراج بحق النص الأصلي الذي كتبه بالشراكة علي وجيه ويامن الحجلي. فأزمة العمل تمثلت في ضياع الفلاش باك وهو التحرك في زمنين مختلفين من الأحداث، وهو ما تابعه المشاهدون في غالبية أعمال الموسم: «زوال، الندم، وأيام لا تنسى» بزمنين مختلفين، في حين تداخلت الأزمنة في «أحمر» حتى ضاع أي أملٍ في أن تنقذ أسماء النجوم العمل.


الصحفي طارق العبد هاجم بدوره الكوميديا المرتخية المقدمة عبر عملي «بقعة ضوء والطواريد»، في حين صبّت الأقلام غضبها على مسلسل «سليمو وحريمو»، وقبول نجم «غداً نلتقي» عبد المنعم عمايري بطولةَ عملَ بمستوىً رديءٍ كهذا.


الأكثر إشكاليةً في نقده كان وسام كنعان، الذي لم يوفر أحداً من مقالاته اللاذعة، مستبقاً الموسم بانتقاد آلية خروج نص مسلسل «دومينو» إلى النور قبل أن يفتتح الموسم، وبرشق الاقتباس السطحي في مسلسل «نص يوم» بحجارة النقد، متابعاً بكشف أخطاء مسلسل بقعة ضوء بموسمه الثاني عشر بإدارة المخرج سيف الشيخ نجيب، قبل أن يخطَّ قلم كنعان شهادةً صحفيةً تثبتُ «مريخية» مسلسل «جريمة شغف»، وأنه جريمة بحق الدراما العربية.


تصدر «الندم» قائمة الأعمال السورية الأكثر حديثاً من قبل الصحفيين السوريين، الذين ربما اعتبروه المُنقِذَ الوحيد للموسم الدرامي من السقوط كما ذكر الصحفي محمد الأزن حين افتتح مقالاً له: «قلبي علينا أننا عزيّنا أنفسنا بالندم كأفضل عمل أجمع حوله الكثير من المشاهدين والفنانين، والنقاد، في موسم رمضان الحالي، هذا العمل الذي أرشف مخاوفنا، خيبات حبنا، انتهازيتنا، انهياراتنا واستسلامنا للغيلان حولنا، والطغاة بداوخلنا».


بهذا تفلت عرى الستارة لتنسدل على خشبة العرض، مترافقةً مع صوت ضجيج قادم من جهة الجمهور، يعلوها تساؤل: من يعوضنا عن ثمن الساعات التي هدرناها على هكذا فُرجة؟! وخلف الستارة في الجهة المعاكسة أضواءٌ تنطفئ إلى أجل غير مسمى، وباقاتُ وردُ توزع على النجوم تملأها الغيرة، وحوتٌ يُحصي بنهمٍ النقود منشغلاً بالعرض القادم!!

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +