بانوراما الأسبوع/11 أيلول 2015

بانوراما الأسبوع/11 أيلول 2015


اجتاحت عاصفةٌ رملية معظم المدن السورية في النصف الثاني من الأسبوع الماضي، وأسفرت عن حالات وفاةٍ واختناقٍ بين المدنيين، لكنها في المقابل أعاقت غارات طيران النظام، في وقتٍ تواصلت فيه المعارك وأعمال القصف، وواصلت طائرات النظام غاراتها كلّما أمكنها ذلك، حيث وثّقت لجان التنسيق المحلية ارتقاء 300 ضحية على يد قوات النظام في مختلف أنحاء البلاد.


في إدلب، سيطر جيش الفتح على مطار أبو الضهور العسكري كاملاً، وتمكَّن مقاتلوه من قتل وأسر العشرات من عناصر قوات النظام، واغتنام آليات وذخائر من داخل المطار. فيما ردَّت قوات النظام بقصف المطار والمناطق المحيطة به بالصواريخ والبراميل المتفجرة. وكان مقاتلو جيش الفتح قد سيطروا في وقتٍ سابق على ثلاث نقاطٍ في الخربة بمحيط بلدة الفوعة الموالية، بينما ارتكب طيران النظام مجزرةً جديدة في مدينة أريحا المنكوبة.


بالانتقال إلى السويداء، حيث تم استهداف موكبٍ لـ«مشايخ الكرامة» على طريق ظهر الجبل بسيارة مفخخة، تبعه تفجيرٌ ثانٍ قرب المشفى الوطني الذي تم نقل المصابين إليه، ما أودى بحياة عشرات الأشخاص بينهم الشيخ وحيد البلعوس، وهو ما أعقبه مظاهراتٌ غاضبةٌ في المدينة طالبت بإسقاط النظام، واقتحم المتظاهرون خلالها مقراتٍ أمنية، وقاموا بتحطيم تمثال الأسد الأب في ساحة السير بالمدينة.


وبعد تعتيمٍ إعلاميٍ على هذه الحادثة وما تلاها، قالت وكالة (سانا) التابعة للنظام، إنه تم إلقاء القبض على وافد أبو ترابي من جبهة النصرة، وإنه اعترف بالمشاركة في الاعتداءات على فرع الشرطة العسكرية والأمن الجنائي في السويداء، إضافة إلى التفجيرين، فيما نفت جبهة النصرة على لسان أحد قياديها في تصريح للجزيرة أي صلة لها بالتفجيرات.


تمَّ تشييع جثامين الضحايا في اليوم التالي بحضورٍ محليٍ غاب عنه الحضور الرسمي والأمني، وقال ناشطون إن المدينة شهدت عقب التشييع مظاهراتٍ أمام مبنى محافظة السويداء، طالبت بإسقاط  النظام، والقصاص من رئيسه بشار الأسد.


في ريف دمشق، تمكَّن جيش الإسلام من تدمير خط الدفاع الأول عن سجن عدرا «القسم الخاص بالنساء» وسيطر على مسجد تل الكردي، ومعمل الحديد، وعدة نقاط في تل كردي، رداً على المجازر الأخيرة التي ارتكبتها قوات النظام في الغوطة الشرقية. فيما أعلن «فيلق الرحمن» و«جيش الإسلام» عن تشكيل غرفة عملياتٍ مشتركة بينهما، بهدف توحيد العمل العسكري في الغوطة الشرقية.


جنوبأ أيضاً، أعلنت عدة فصائل عسكرية بدء معركةٍ جديدة تهدف إلى استعادة السيطرة على عدد من البلدات والقرى، في محافظات درعا والقنيطرة وجنوب العاصمة دمشق، في المنطقة التي تُعرَف بمثلث الموت.


أما في حماة، فقد سيطر جيش النصر على حاجز مدجنة أبو حسن ومدجنة شجاع في قرية معركبة، وأطلق معركةً تحت مسمى «الوفاء للمقدم جميل رعدون»، قائد جيش النصر الذي اغتيل على أيدي مجهولين في مدينة أنطاكيا التركية، قبل أسابيع.


سياسياً، سيطر القلق من تزايد التواجد الروسي في سوريا على المشهد السياسي الدولي، حيث أبلغ وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره الروسي سيرغي لافروف، في اتصالٍ هاتفي، قلق الولايات المتحدة بشأن تقارير تفيد بزيادة الوجود العسكري الروسي في سوريا. من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن هذه التقارير تجعل التوصل إلى حلٍّ سياسي للأزمة في سوريا أكثر تعقيداً.


من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الروسية استمرار دعمها للنظام السوري، منددةً بالتقارير الإعلامية التي تحدثت عن تغيُّر موقف روسيا من الصراع في سوريا. في حين انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الدعم الروسي والإيراني لبشار الأسد، قائلاً: «كان سيسقط الأسد خلال 24 ساعة لولا دعم روسيا وإيران».


على صعيدٍ آخر، تتفاقم أزمة اللاجئين السوريين الهاربين إلى أوروبا يوماً بعد يوم، حيث يُجري الجيش المجري تدريباتٍ عسكرية استعداداً للانتشار على الحدود بهدف إيقاف تدفق اللاجئين، بينما تستمر محنة مئات اللاجئين في أماكن متفرقة من أوروبا، حيث تحاول المجر إيقاف زحفهم إلى النمسا، وتحاول الدانمارك منعهم من السفر إلى السويد.


وفي سياقٍ متصل، قال مدير مكتب الأمم المتحدة في جنيف إن أربعة ملايين سوري في طريقهم إلى أوروبا إذا استمرت مأساة سوريا، وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في تقريرها «التعليم تحت النار»، إن 2,4 مليون طفل في سوريا لا يرتادون المدارس.


الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +