خالد تاجا، الحارث ابن عباد

خالد تاجا، الحارث ابن عباد

هو خالد تاجا، ابنُ حيّ ركن الدين الدمشقيّ العريق. ولد في السادس من شهر تشرين الثاني عام 1939، ولم ينتظر أكثر من سبعة عشر عاماً حتى بدأ العمل الفني، حيث كانت بدايته مع فرقة المسرح الحرّ «توفيق العطري»، بصحبة كبار الممثلين السوريين آنذاك مثل: صبري عياد وحكمت محسن وأنور البابا، وكان الفنان الراحل عبد اللطيف فتحي يترأس الفرقة آنذاك.


شارك خالد تاجا في عدد من الأعمال المسرحية التي شكّلت جزءاً أساسياً من ذاكرة المسرح السوري مثل: غوليمانوف - آخر الليل - والطلقة الأخيرة.


في العام 1966 لعب خالد تاجا دور البطولة في فيلم «سائق الشاحنة» الذي كان أول إنتاجات المؤسسة العامة للسينما في سوريا. بعد ذلك بثلاثة أعوام لعب دور البطولة في فيلم «رجال تحت الشمس».


صورة خالد تاجا لا تُنسى في ذاكرة السوريين، إذ لعب الفنان الراحل أدواراً خالدة في أعمالٍ درامية على مدى أربعة عقود، يبدو استحضارُها صعباً لكثرتها وتنوّعها، ولكنّ المؤكد أنّ من الصعوبة بمكان أن ينسى السوريون خالد تاجا في دور «أبو طعّان» في مسلسل هجرة القلوب إلى القلوب. أو والد «مفيد الوحش» في نهاية رجل شجاع، وفي أعمال كـ إخوة التراب، ويوميات مدير عام. وتبقى الأدوار التي لعبها خالد تاجا في مسلسلات التغريبة الفلسطينية، وأبو خليل القباني، والزير سالم، من أشدّ العلامات المضيئة في مسيرة الراحل. ولعلّ صرختهُ في مسلسل الزير سالم - الذي جسّد فيه دور «الحارث ابن عباد»- عندما وصلتهُ جثّة وحيده «جبير» وأبلغَ أنه لم يمت بكليب بل بشسع نعله، ما زالت عالقةً في آذان السوريين ووجدانهم، إذ مثّلت ذروةَ الانتقال من الحياد والحكمة الذي اتخذه الحارث طوال أعوام حرب البسوس، إلى العنف والرغبة بالثأر الذي تحّول ثأراً شخصياً.


رحلَ خالد تاجا في الرابع من شهر نيسان/أبريل 2012، تاركاً إرثاً فنياً ضخماً أغنى به الساحة السورية والعربية. ولعلّ الجملة التي يحفظها أغلب المتابعين للرجل، هي الجملة التي وصفه بها الشاعر الراحل محمود درويش حين قال: خالد تاجا أنطوني كوين العرب.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +