حسين حمزة ... ولاد الأرض السّمرة

حسين حمزة ... ولاد الأرض السّمرة

قد لا يعرف الكثيرون حسين حمزة، شاعر المحكية السورية. لكننا لو حرّضنا ذاكرتهم قليلاً، فإنّ من المرجّح أن يتذكروا:


ولاد الأرض السمرة ... ضحكتهم فوّارة


تطليعتهم حرّة ... جبهاتن منارة


كلمات أغنية مسلسل «هجرة القلوب إلى القلوب»، الذي شكّل جزءاً من ذائقة السوريين وذاكرتهم نهاية ثمانينات القرن المنصرم.


وإن حدثَ ولم تحرِّض الأغنية ذاكرتُهم ، فقد يفي بالغرض استذكار كلمات أغنية «تعب المشوار»، التي أنجزها كلماتٍ ولحناً وأداءاً، الراحلون حسين حمزة، عبد الفتاح سكّر، وفؤاد غازي، على التوالي.


ولد حسين حمزة عام 1940، في قرية «كفر شمس» جنوب محافظة درعا، وبدأ أعماله في العام 1960 بتسجيل مقاطع صوتية لعدد من الأعمال الدرامية والتمثيليات الإذاعية. من تمثيلية «العروس»، ومسلسل «الأجنحة»، وغيرها من الأعمال الدرامية السورية.


انحاز حسين حمزة منذ بداياته للفقراء، وقفَ في صفّ الناس، البسطاء الذين كان يكتب لهم وعنهم، وقد يكونُ هذا لوحده سبباً كافياً لتهميشه تماماً في «سوريا الأسد». فالحجة الواهية التي كان النظامُ ومؤسساته الثقافية يسوقونها، بأنّ الأولوية في سوريا هي لتمكين اللغة العربية الفصحى، لا تقنع حتى السّذج، إذ إنّ المنابر الثقافية السورية كانت مفتوحةً على مصراعيها لشعراء المحكية العرب، كطلال حيدر وجوزف حرب وأحمد فؤاد نجم ومظفّر النوّاب، ولم يكن تمكينُ اللغة العربية عائقاً أمام استضافتهم. وكأنّ حسين حمزة هو العائق الوحيد أمام هذا التمكين!


لكنّ الحقيقة، أنّه لم يكن مسموحاً لأي سوريّ من مناصري «الناس» بالظهور وأخذ حقّه، ذلكَ أنّ تأثيرهُ على محيطهِ قد يكونُ أكبرَ من تأثير أيّ شاعرٍ غير سوريّ.


ماتَ ابنُ حوران بصمتٍ عام 2014، ومثلما لم يُحتفى بهِ في حياتِهِ ولم يأخذ نصيبهُ من الحقّ، فقد كانَ موتُهُ صامتاً هادئاً في دولة الإمارات، وكأنّهُ يُماثل جملته الشعرية التي كتبها ذات يوم:


متل الحجر بتعيش ... متل الحجر بتموت


مافي إلك تاريخ ... مافي إلك تابوت.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +