بانوراما الأسبوع / 14 آب 2015

بانوراما الأسبوع / 14 آب 2015

ثلاثمئة ضحية كانت حصيلة القصف والمعارك في سوريا خلال الأسبوع الماضي، معظمهم جراء غارات النظام، الذي صَعَّد من استهداف الأسواق في عدد من المدن والبلدات.


إذ ارتقى أكثر من واحدٍ وأربعين شخصاً وأصيب العشرات جراء غاراتٍ جوية استهدفت سوق الغنم في بلدة سنجار، وسوق الخضار في مدينة إدلب. فيما أعلن جيش الفتح بدء معركة تحرير كفريا والفوعة المواليتين للنظام، نصرةً للزبداني، لكن المفاوضات التي جرت في تركيا بين حركة أحرار الشام ووفدٍ إيراني أسفرت عن هدنة مؤقتة بين قوات المعارضة وقوات النظام، دخلت حيز التنفيذ. ونصّت هذه الهدنة على أن تُوقِفَ قوات المعارضة هجماتها على جبهات الفوعة وكفريا في ريف إدلب، مقابل تنفيذ هدنةٍ مشابهة على جبهة الزبداني في ريف دمشق.


جاءت هذه الهدنة بعد أن باءت محاولات اقتحام قوات النظام ومليشيا حزب الله اللبناني لمدينة الزبداني بالفشل على مدى 36 يوماً، تكبدت فيها القواتُ المهاجمة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد. في حين بقيت مدن وبلدت ريف دمشق الأخرى مشتعلةً، إذ أعلنت قوات المعارضة بدء معركة «لهيب داريا»، وأطلق جيش الإسلام معركةً ضد تنظيم الدولة في منطقة القلمون الشرقي.


كما استُهدِفَت مدينة دمشق بعدد كبير من قذائف الهاون وصواريخ الـكاتيوشا، التي سقطت على عدة أحياء وشوارع في العاصمة مخلفةً ضحايا وجرحى.


ميدانياً أيضاً، شهدت جبهة سهل الغاب مزيداً من التقدم لقوات المعارضة، حيث تمكن جيش الفتح من تحرير قرية القرقور وبلدات المشيك والزيادية، فيما انسحبت قوات النظام من حاجز التنمية وتل واسط وقريتي المنصورة وخربة الناقوس، وأصبحت الضفة الشرقية لنهر العاصي خارج سيطرة النظام. وفي سياقٍ متصل، استهدفَ تفجيرٌ انتحاريٌ مقر العباس التابع لحركة أحرار الشام خلال اجتماعٍ لقادة فصائل غرفة عمليات سهل الغاب في جبل الزاوية، ما أدى إلى مقتل سبعة عناصر.


في حلب، قامت جبهة النصرة بتسليم عدد من مواقعها الحدودية مع تركيا إلى الجبهة الشامية، وذلك في إطار مشروع المنطقة الآمنة التي تسعى الحكومة التركية بالتعاون مع التحالف الدولي لإقامتها. في حين أعلنت غرفة عمليات فتح حلب عن تمكن مقاتليها من استعادة السيطرة الكاملة على مزارع قرية أم حوش الغربية بعد معارك مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.


إلى حمص، حيث وردت إلى راديو ألوان معلوماتٌ مؤكدة عن اختفاء قرابة مئةٍ وخمسين شخصاً من أبناء العائلات المسيحية في مدينة القريتين التي سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية. في حين أكد شهود عيان ‏للشبكة الآشورية لحقوق الإنسان، أن حواجز أمنية تابعة للنظام في ‏المفرق والفرقلس اشترطت على العائلات التي كانت تحاول النزوح من البلدة دفعَ مبالغ مالية مقابل السماح لهم بالعبور نحو مدن ‏صدد وحمص ودمشق.


أما الساحل السوري، فقد شهد خروج مظاهراتٍ في كل من اللاذقية وطرطوس، وجاءت الأولى على خلفية مقتل ضابطٍ من قوات النظام على يد سليمان هلال الأسد بسبب خلافٍ مروري، وطالب المعتصمون بإعدام سليمان. أما في طرطوس، فقد خرجَ مؤيدون للأسد في مظاهرةٍ طالبوا خلالها قوات النظام بفك الحصار الذي يفرضه تنظيم الدولة الإسلامية على مطار كويرس العسكري بريف حلب.


سياسياً، التقى وفد الائتلاف السوري المعارض مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي قال خلال لقائه الوفد برئاسة خالد خوجة إن «موسكو تدعو الغرب والمعارضة السورية إلى التركيز على مكافحة الإرهاب». في حين قال خوجة: «نقدّر الدور الذي تلعبه روسيا كصديقة للشعب السوري على مدى التاريخ» مشيراً إلى أن «ما تشهده سوريا الآن هي حقبةٌ تختلف عن الحقب السابقة»، كما اعتبر الخوجة أن وفدَ الائتلاف ممثلٌ للثورة السورية والشعب السوري، وأكَّد أن النظام السوري هو من وفَّرَ البيئة الفوضوية التي تعيشها البلاد الآن.


وسبق هذا اللقاء مجموعة من النشاطات السياسية كان أبرزها زيارة علي مملوك إلى السعودية لبحث مبادرة حل في سوريا، وقبلها إعادة إنتاج المبادرة الإيرانية للحل في سوريا. وجاءت هذه التطورات وسط استمرار الحرب وتصعيدها ضد تنظيم الدولة الإسلامية على مستوى غارات التحالف، وعلى مستوى دور قوات المعارضة السورية، التي أجرت وللمرة الأولى مفاوضاتٍ علنية مع الجانب الإيراني في ما يخص معارك كفريا والفوعا والحملة ضد الزبداني.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +