بانوراما الأسبوع/28 آب 2015

بانوراما الأسبوع/28 آب 2015

حَمَل الأسبوع الفائت إضافةً إلى ذكرى مجزرة الكيماوي في الغوطة الشرقية، ومجزرة داريا الكبرى، عدداً كبيراً من الضحايا الذين سقطوا خلال أيامه السبعة، حيث شَهِدَ ارتقاءَ أكثر من ثلاثمئة ضحية على يد قوات النظام في مختلف أنحاء البلاد.


في ريف دمشق، استمرت الحملة العسكرية الشرسة التي تشنها قوات النظام التي ارتكبت مجازر جديدة، لا سيما في مدينة دوما التي طالها القصف الجوي والمدفعي مُسبباً سقوط حوالي خمسين ضحيةً في يوم واحد. ذلك في وقتٍ توصلَّت فيه قوات المعارضة وقوات النظام ومليشياته، إلى هدنةٍ جديدة لمدة يومين ابتداءاً من يوم الخميس، في بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين للنظام في إدلب، وفي بلدة الزبداني في ريف دمشق بعد فشل قوات النظام باقتحامها.


إلى إدلب، وفي وقت سابقٍ لإعلان الهدنة، أعلن الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام عن بدء معركة «لهيب الشمال»، وذلك رداً على قصف الزبداني وغوطتي دمشق، فيما سيطرت «جبهة النصرة»، على نقطتين لقوات النظام في مطار أبو الظهور العسكري، فيما استمرَ طيران النظام بارتكاب المجازر في ريف المدينة.


في حماة المجاورة، سيطرت فصائل جيش الفتح على بلدات الزيارة، والمنصورة، وتل واسط، وحاجز التنمية في سهل الغاب، فيما لا تزال المعارك مستمرة مع قوات النظام للسيطرة على خربة الناقوس. وفي سياقٍ آخر، أفادَ أحد المعتقلين في سجن حماة المركزي بأنه تمت إقالة مدير السجن، بناءً على طلب تقدَّم به المعتقلون لمعاون وزير الداخلية، وذلك بعد فضيحة تعذيب المعتقلين داخل السجن.


في حلب، أطلقت قوات المعارضة معركة للسيطرة على قريتي باشكوي ودوير الزيتون، وما تبقى من منطقة الملاح شمال المدينة، كما قامت بتفجير نفقٍ تحت مبنى دار الأيتام الملاصق لفرع المخابرات الجوية في حي جمعية الزهراء، والذي تتحصن فيه قوات النظام. ومن جانبٍ آخر، استهدفَ تنظيم الدولة مدينة مارع بأكثر من خمسين قذيفة مدفعية تحوي غازات سامة مسبباً حالات اختناق بين المدنيين.


في وسط البلاد، فجَّر تنظيم الدولة الإسلامية معبد بعل شمين الشهير في مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي، كما قام بهدم كنيسة دير مار إليان، والمعروف بالدير الشرقي في ريف مدينة حمص، وسط إداناتٍ دولية ومحلية.


في سياقٍ آخر، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصفَ مواقع في سوريا رداً على سقوط أربعة صواريخ في الجليل شمال فلسطين المحتلة، أطلقتها  حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية «الممولة من إيران» مُحمِّلاً الحكومة السورية مسؤولية إطلاق الصواريخ، تزامناً مع زيادة تعزيزاته العسكرية في منطقة خط وقف إطلاق النار في الجولان المحتل.



سياسياً، أعلنت حركة أحرار الشام، مساء الاثنين من الأسبوع المنصرم، عن إعادة هيكلة جناحها العسكري ليكون نواة «جيش نظامي»، وبِدءَ تشكيل القوة المركزية الجديدة والانتساب لها تحت مسمى «كتائب صقور الشام». وكان المتحدث باسم الخارجية الامريكية جون كيربي قد نفى تعامل الولايات المتحدة مع حركة «أحرار الشام»، مُعبِّراً عن قلقه بخصوص ارتباطها بجماعات أخرى متشددة.


على صعيد الجهود الرامية لإنهاء الصراع الدائر في سوريا خلال الفترة الحالية، قال نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إنه يتوقع إحراز «تقدمٍ» لحل الأزمة السورية، مُضيفاً أن مدينة جنيف السويسرية ستشهد جولةً جديدة من المحادثات بين النظام السوري، والمعارضة قريباً. كما أعلنت الخارجية الأمريكية أن المبعوث الأمريكي الخاص الجديد إلى سوريا مايكل راتني، سيقوم بزيارةٍ إلى موسكو والرياض وجنيف في وقتٍ لاحقٍ من هذا الأسبوع لإجراء مباحثات، سعياً إلى إيجاد حل سياسي في سوريا.


في سياقٍ موازٍ، أكَّد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير مجدداً في مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني فيليب هاموند أن «موقف السعودية من رحيل بشار الأسد ومن تلطخت أيديهم بالدماء موقف واضح لا مساومة فيه»، معتبراً أن «رحيل الأسد عبر عملية سياسية أو هزيمة عسكرية هو تحصيل حاصل فلا مستقبل له في سوريا». ذلك في وقتٍ ظهرَ فيه بشار الأسد في لقاءٍ خاصٍ بثَّه تلفزيون المنار، وهاجم فيه تركيا ومحاولتها إنشاء منطقة عازلةٍ بتعاون أمريكي، كما هاجم قوات المعارضة ووصفها بالإرهابية معتبراً معركته الأولى معها وليس إسرائيل، كما أشاد  بالجهود الروسية من أجل الوصول إلى جنيف3، ووصف حزب الله وحسن نصر الله بالصدق والشفافية والوفاء، مُشيراً إلى أن «وحدة البندقية» بين الطرفين تحقق انتصارات، وعبَّر عن رغبته في توحيد المعركة بشكل مشابه بين سوريا والعراق.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +