بانوراما الأسبوع/25 أيلول 2015

بانوراما الأسبوع/25 أيلول 2015

شَهِدَ الأسبوع الماضي ارتقاء ما يقارب خمسمائة ضحية على يد قوات النظام، تزامناً مع انطلاقِ مفاوضاتٍ وعقد اتفاقاتٍ بين قوات المعارضة وقوات النظام في أكثر من منطقة، ومع تقدُّمِ قوات المعارضة على عدة جبهات، لاسيما في ريفيّ دمشق وإدلب.


أبرز تلك الاتفاقيات كانت الهدنة التي تم الاتفاق عليها بين «جيش الفتح» وإيران، والتي نصَّت على بدء وقف إطلاق نار في كل من مدينة الزبداني وبلدتي مضايا وبقين المجاورتين، وبلدتي الفوعة وكفريا بريف إدلب، لمدة 48 ساعة، وخروج الجرحى والمقاتلين من الزبداني، وخروج المصابين والنساء والأطفال وكبار السن من بلدة الفوعة. وبعد مضي الوقتِ المحدد للهدنة، ورغم خرق قوات النظام لها في بلدتي مضايا والفوعة، تم تمديد الهدنة حتى السادس والعشرين من الشهر الجاري، فيما واصلَ طيران النظام قصفه على بلدات الريفين الإدلبي والدمشقي التي لا تشملها الهدنة، مُخلِّفاً ضحايا وجرحى.


وفي ريف دمشق أيضاً، قال المكتب الإعلامي الموحد في ريف دمشق الغربي، إن قوات النظام وفصائل مقاتلة في بلدة الطيبة عقدت هدنةً بهدف فتح الطريق بين بلدة الطيبة ومخيم خان دنون، وإزالة السواتر الترابية. وإلى ذلك، أعلنت حركة «أحرار الشام» الإسلامية، أن «جيش الحرمون» عقد اتفاقاً مع قوات النظام ينصُّ على إنهاء الأخيرة حصارها على منطقة الحرمون في ريف دمشق، وذلك في مقابل إعادة «جيش الحرمون» تشغيل محطة الكهرباء التي تغذي القنيطرة. فيما أعلنت جبهة النصرة بدء معركةٍ للسيطرة على مطار دمشق الدولي بالتزامن مع معارك شرسة يخوضها جيش الاسلام مع قوات النظام قرب ضاحية الأسد بريف العاصمة، وطريق دمشق_ حمص الدولي.


إلى إدلب، حيث أعدمت جبهة النصرة ستةً وخمسين عنصراً على الأقل من عناصر قوات النظام الذين تم أسرهم خلال معارك السيطرة على مطار أبو الظهور العسكري، ليرتفع عدد العناصر الذين تم إعدامهم منذ السيطرة عليه إلى واحدٍ وسبعين.


في حلب، استهدف طيران النظام أحياء الميسر والحيدرية والصاخور وبستان القصر والسكري وقاضي عسكر وضهرة عواد وحي الخضر والهلّك وعين التل والشعار والميدان، وسقط إثر الغارات عددٌ كبيٌر من الضحايا والجرحى، كما استقدَمَت قواتُ النظام تعزيزاتٍ عسكرية، وشنت هجوماً من محاور عدّة، لفكّ الحصار عن مطار كويريس، في حين تعرضت قيادةُ حركة نور الدين زنكي لمحاولة اغتيالٍ فاشلة هذا الأسبوع دون وقوع قتلى، ولم يتم التعرف على هوية منفذي العملية.


أما في ريف حمص، فقد سقطَ مئات الضحايا والجرحى جرّاء قصفٍ جويٍ لقوات النظام على أحياء مدينة تدمر، كما أسفرَ انفجارُ عبواتٍ ناسفة في أحياءَ مواليةٍ للنظام في مدينة حمص عن ضحايا وجرحى.


سياسياً، وبالتزامن مع تزايد التواجد العسكري الروسي في سوريا، قالَ وزير الخارجية في حكومة النظام وليد المعلم إن دمشق ستطلب من القوات الروسية القتال مع جيشها إذا دعت الحاجة إلى ذلك، في وقتٍ قال فيه متحدثٌ باسم الكرملين، إن روسيا ستبحث أيّ طلبٍ من النظام السوري لإرسال قواتٍ روسية.


في سياقٍ متصل، أبدت الولايات المتحدة استعدادها لإجراء مناقشاتٍ وصفتها بالتكتيكيّة مع روسيا بشأن سوريا، وقالَ المتحدّث باسم البيت الأبيض: «سنرحب بمساهمات بنّاءة من الروس في التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية».


على صعيدٍ آخر، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الأسد يجب أن يرحل، لكن توقيت رحيله يجب أن يتقرَّر من خلال التفاوض، ودعا بعد أن أجرى محادثاتٍ مع وزير الخارجية البريطاني كُلّاً من روسيا وإيران إلى استغلال نفوذهما لإقناع الأسد بالتفاوض.


المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قالت للصحافيين إنه «يجب على الأسد المشاركة في أيّ مفاوضاتٍ ترمي لإيجاد حلٍّ للنزاع في سوريا، كما يجب الحديث مع الشركاء الإقليميين المهمين، كإيران والسعودية». أمّا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند فقد قال إنّ «مستقبل سوريا لا يمكن أن يمرَّ عبر بشار الأسد»، مؤكداً أنه «لا يمكن حصول عملية انتقال ناجحة إلا برحيله».


بدوره قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ردّاً على سؤالٍ حول دور الأسد في المرحلة الانتقالية: «من الممكن أن تتم هذه العملية بدون الأسد، كما يمكن أن تحصل هذه العملية الانتقالية معه، لكن لا أحد يرى مستقبلا للأسد في سوريا. من غير الممكن للسوريين أن يقبلوا بديكتاتورٍ تسبب بمقتل ما يصل إلى 350 ألف شخص».

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +