2016-05-20 09:26:43
ليس من السهل على شخصٍ مثلي أن يكتشف أنه، وكأغلب من حوله، يعاني مما يسمى «شيزوفرنيا الحرب».
ليس أمرًا طبيعيا أبدًا، مع أنه من الطبيعي في الحروب أن تكون هناك أضرارٌ رئيسية وأخرى ثانوية، ناهيك عن الفوضى. لكن غير الطبيعي هذا، طبيعيٌ، فالحرب أصلًا خروج عن الطبيعة (هل هي كذلك فعلًأ؟!)، من هنا بدأ الفصام.
مصطلحات الأطباء مخيفةٌ طبعًا، لكن أن تكتشف الأمر بلا أقل معرفة بعلوم النفس، فذلك يعد ضربة قاصمة لما تبقى من العقل، إن كان لايزال ثابتًا مع أول ضربة لمدفعٍ تسمعها من جوارك، ثم تتخيل طريق القذيفة وسرعتها وتسارعها ومتى ستهبط كدرس الحركة في الفيزياء (أيام البكالوريا). إلا أن هذه القذيفة ليست مسألة، إنها قذيفة، وستنزل، وكعادة القذائف وطبيعيتها فإنها ستنزل فوق شيءٍ ما، متحركٍ أو جامد.
-
لقد مات أحدٌ ما حتمًا.
تطرق خجلًا من معرفتك الحقيقة. وتحاول أن تمسك لسانك وتخرجه من سجنه كي يصبح أطول أطول وأطول، علّك تستطيع الكلام والكلام على الأقل.
-
هذا أضعف الإيمان
ترُد بوجه من هم حولك من العائلة، الذين يضعونك في خانة المهملات «مين سامعك، مش شغلتك هالشغلة، بلا كثرة حكي»
ويحتدم عمل رأسك في معادلات الفيزياء كالتالي:
القذيفة سريعةٌ شرقاً، وهناك بلدة بعيدة 3 كيلومترات، تضم 10000 شخص على الأقل، ووزن القذيفة 16 كيلوغراماً، كم شخصًا سيُقتل إذا كانت القذيفة معبأة بـ 40 سنةً من الحقد؟
تأخذ المسألة وتحاول الاتجاه إلى أقرب أستاذ فيزياء، فالمسألة معقدةٌ يا أخي!
-
الأستاذ مطلوب إلى الخدمة الاحتياطية.
ماذا أفعل أنا الآن؟ كيف سأجيب عن هذه المسألة؟! يخطر في بالك الحل السريع بثلاث خطوات.
-
قرار جريء.
-
كتابة اسم الأستاذ على لوحة كرتونية.
-
الاعتصام والمطالبة بالأستاذ.