في وقتٍ نفى فيه الأسد خلال واحدةٍ من لقاءاته التلفزيونية قبل أيام أنه ديكتاتور، شهدت البلاد هذا الأسبوع ارتقاء حوالي 190 شخصاً على يد قواته في مختلف أنحاء البلاد، كما وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان يوم أمس الأول ما لا يقل عن 58 مجزرة، ارتكبت في سورية في شهر تموز الماضي، مشيرة إلى أن قوات النظام والميليشيات الداعمة لها ارتكبت 52 مجزرة منها.
كما شهد هذا الأسبوع تطورات ميدانية وسياسية هامة، ربما يكون من شأنها أن تُحدثَ تغييراً في مسار الصراع السوري، إذ تتقدم قوات المعارضة على جبهة سهل الغاب ما يجعلها أقرب من معاقل النظام في الساحل السوري، وهو ما قد يكون من شأنه أن يضع المبادرات الدولية في مهب الريح.
حيث أعلن جيش الفتح خلال الأيام القليلة الماضية، بدء معركة جديدة في سهل الغاب وريف جسر الشغور، بهدف تخفيف الضغط عن جبهة الزبداني، والتقدم باتجاه الساحل. وحققت قوات المعارضة في هذه المعركة تقدماً بسيطرتها على الحماميات ومنطقة الصوامع، وقريتي الصفافة والبحصة، في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين عند محطة زيزون وقرية المنصورة.
في إدلب، شهدت المحافظة حادثةً غريبةً من نوعها تسببت بارتقاء تسعٍ وثلاثين ضحية، وأكثر من مئة جريح، نتيحة سقوط طائرة حربية وسط سوق مدينة أريحا، كما شهدت مناطق مختلفة من ريف المحافظة اشتباكات بين قوات المعارضة وقوات النظام.
بالانتقال إلى جبهة ريف دمشق، وعلى الرغم من تكثيف قوات النظام وميلشياته هجماتها العنيفة على جبهة الزبداني، إلا أنها لم تتمكن من تسجيل أي تقدم، حيث تصدت لها قوات المعارضة، في وقت تواصل فيها الأخيرة سلسلة العمليات العسكرية نصرة للزبداني.
في الجنوب أيضاً، واصلت قوات المعارضة استهدافها لمراكز قوات النظام الأمنية داخل مدينة درعا، كما استمرت الاشتباكات بين جيش الفتح ولواء شهداء اليرموك المتهم بمبايعته لتنظيم الدولة، وتمكن الأخير من استعادة السيطرة على سد كوكب بعد معارك عنيفة.
في اللاذقية، أعلن «لواء النصر» بدء المرحلة الثانية التي ستتم بمشاركة فصائل «جيش الفتح»، من الهجوم الذي يهدف للسيطرة على قرىً خاضعةٍ لقوات النظام.
وإلى حلب.. وتحديداً منطقة الحدود السورية التركية، حيث أعلنت «جبهة النصرة» موافقتها على تسليم النقاط التي تسيطر عليها على الحدود السورية – التركية لقوات المعارضة، وذلك بعد اجتماع عقد بمشاركة الفصائل العسكرية الكبرى في حلب.
في الحسكة، أكدّت وحدات حماية الشعب الكردية مقتل 386 عنصراً من تنظيم «الدولة الإسلامية»، و21 عنصراً من «الوحدات»، خلال مواجهات بين الطرفين استمرت 36 يوماً، قبل سيطرة الأخيرة على المدينة. وفي مقابل تراجعه في شمال شرق البلاد، يتمدد تنظيم الدولة الإسلامية في وسطها على حساب قوات النظام، إذ تمكن يوم أمس من السيطرة على القريتين بريف حمص الشرقي، وأكدت مصادر خاصة لراديو ألوان قيام عناصر التنظيم باختطاف 150 شخصاً مسيحياً من أبناء المدينة.
وفي شأن متعلق بالعملية العسكرية التركية، أصدر المجلس الإسلامي السوري الذي يترأسه الشيخ أسامة الرفاعي فتوىً تجيز لتركيا التدخل العسكري شمالي سوريا ضد تنظيم الدولة الاسلامية، حيث وصفت الفتوى التنظيم بأنه فئة من «الخوارج».
على الصعيد الميداني أيضاً، استمرت ظاهرة اندماج فصائل عسكرية صغيرة بأخرى كبيرة. ويزعم مراقبون أن هذه الظاهرة تشكل أمراً إيجابياً يصب في مصلحة الثورة السورية، وفي اتجاه معاكس أعلنت لجان التنسيق المحلية هذا الأسبوع انسحابها من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة معللة هذه الخطوة بعجز الائتلاف عن خدمة القضية السورية.
بدوره وافق الائتلاف على تلبية دعوة وزارة الخارجية الروسية لزيارة موسكو، ولقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف، من دون أن يحدد موعدها النهائي بعد. وتعدّ هذه الزيارة هي الأولى للائتلاف إلى موسكو بعد الزيارة التي اجراها رئيسه السابق احمد الجربا في شباط العام الماضي.
وتأتي هذه الدعوة في وقت يشهد تغيراً في الموقف الإيراني «الداعم الأكبر للنظام السوري»، حيث طرحت طهران مبادرة حلٍ تضمنت بنودها دعوة لوقف فوريٍ لإطلاق النار، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، ومن ثم إعادة تعديل الدستور السوري بما يتوافق وطمأنة المجموعات الإثنية والطائفية في سوريا، كما يدعو البند الرابع إلى إجراء انتخابات بإشراف مراقبين دوليين. وأتت هذه المبادرة التي قدمتها إيران للتشاور مع تركيا وقطر ومصر ودولٍ أعضاء في مجلس الأمن، بعد إجراء تعديلاتٍ عليها من قبل الايرانيين لتتوافق مع التطورات الميدانية اليوم.
كما شهدت الدوحة نشاطاً دبلوماسياً واضحاً، أنتج تقارباً خليجياً أمريكاً حول الاتفاق النووي الإيراني الذي وصفه وزير خارجية قطر خالد العطية بأنه «الخيار الأنسب».
- See more at: http://alwan.fm/blog-item.php?id=48#sthash.CDp35MQf.dpuf