
قراءة من راديو ألوان لأبرز وأهم الأخبار التي تداولتها الصحافة العربية، وقراءة لمقال حازم صاغية في صحيفة الحياة والذي جاء بعنوان: "بشّار وبوتين وبينهما القنطار"
البداية من عناويين صحيفة الحياة اللندنية والتي كتب على صفحتها الأولى:
_بلجيكا تطلق موقوفين على ذمة مجزرة باريس
_صفقة بين «النصرة» والنظام في درعا
_بطاقة حمراء من «أخلاق فيفا» لبلاتر وبلاتيني
_الحوثيون يشددون إجراءات حماية صنعاء
_بوتفليقة يطرح على الرياض وطهران حواراً لتسوية النزاعات الإقليمية
_خطة أميركية لتحرير «الرمادي» خلال أيام
____________________________
السفير تابعت موضوع اغتيال القنطار وتبعاته:
_نصرالله يحمي «قواعد الاشتباك»: الثأر حتمي
_وكتب حلمي موسى على الصفحة الأولى.. إسرائيل: تصفية حساب من نهاريا إلى الجولان
_في حين عنون حبيب معلوف... إقرار ترحيل النفايات.. بانتظار الموافقة على استقبالها
_إيران: جهود ديبلوماسية لحوار مباشر مع السعودية
____________________________
أما العرب اللندنية فعنونت في الشأن اليمني:
_ستون كيلومترا عن صنعاء…. تعنت الحوثيين يغلب لغة السلاح على ما فشلت فيه لغة السياسية
_في الشأن التونسي عنونت… تعديل وزاري تونسي يقصي خصوم النهضة
_دوليا كتبت العرب… إذا كان بوتين لغزا محيرا للغرب، فوزير دفاعه لغز أكبر…. رئيس روسيا الاتحادية المحتمل في زي عسكري…. _علاقة شويغو ببوتين وثقته بنفسه أكسبتاه إجماعا شعبيا…. والمقصود هنا سيرجي شويغو وزير الدفاع الروسي
___________________________
في حين بدأت عناوين الشرق الأوسط بــــ الشأن السعودي كما العادة:
_التحالف الاسلامي يستقطب دولا جديدة
_أربع دول غربية تخطط لشن غارات في ليبيا
_مصادر إسرائيلية عن اغتيال القنطار: موسكو تجاهلت ٣ هجمات شبيهة
___________________________
ومعقراءة لما كتبه حازم صاغية عن مقتل القنطار في صحيفة الحياة:
يبدأ صاغية كلامه بأن أحد التحليلات التي تناولت الفاشيّة الأوروبيّة يقول: إنّ المبالغة في رسم الهويّة الجامعة، المسمّاة أمّةً أو قوميّةً أو دولةً، مقصود بها إنشاء لحمة تجمع بين مَن لا لحمة تجمعهم. هكذا يلتقي حول تلك الهويّة أفراد وجماعات تناقضت مصالحهم وتضاربت، بحيث ينتظم ربّ العمل وعامله، والإقطاعيّ وفلاّحه، في سلك حزبيّ وقوميّ واحد، وفي منظومة أفكار ورموز مشتركة.
بعد مقدمته تلك يدخل في الموضوع عبر … بشّار الأسد، الذي لم يستوقف القرارَ الأخير لمجلس الأمن، يمثّل نموذجاً آخر في الجمع بين من لا يجمعهم جامع. لكنّ النموذج البشّاري لا يقوم على المبالغة، بل يقوم، بالعكس، على التخفيف والمناقصة.
فبشّار سمسار وليس إيديولوجيّاً. وهو ساعٍ لأن يروّج سلعة يصعب ترويجها بكلام انتقائيّ من صنف رديء، وليس صاحب أسطورة ينوي فرضها بتماسك مزعوم. بيد أنّه إذ يبتذل المعاني، يكشف الكذب الرخيص الذي انتهت إليه الجماعات المتناقضة المؤيّدة له، تجاوباً منها مع واحد من وجوهه الكثيرة وبعمى كامل عن سائر الوجوه.
فهو أي بشار الأسد... عدوّ إسرائيل الذي يدير لها الخدّ الأيسر كلّما ضربته على خدّه الأيمن. وهو وريث تركة العروبة والقوميّة العربيّة البعثيّتين، إلاّ أنّ المقرّبين منه يطلقون تعبير «أعاريب» المهين على ملايين العرب. وهو سليل اشتراكيّة أبيه، لكنّه أيضاً ليبراليّ، بل نيو ليبراليّ، يوصف بأنّه يعرف كيف يخاطب الغرب ويستميله. وهو عروبيّ، على شيء من القوميّة السوريّة، يساريّ، كما يوحي يساريّون، ويمينيّ، كما يوحي يمينيّون. وطبعاً، هو علمانيّ وحامٍ للأقلّيّات، بالتحالف مع قوّات دينيّة وطائفيّة تبدأ بإيران ولا تنتهي بشلل لبنانيّة وعراقيّة وأفغانيّة وباكستانيّة.
فمن جيريمي كوربن البريطانيّ إلى مارين لوبن الفرنسيّة، ومن دونالد ترامب الأميركيّ إلى فلاديمير جيرينوفسكي الروسيّ، ثمّة شيء مشترك يجمع المذكورين ببشّار ابن أبيه. وقد جاءته الهديّة السماويّة، التي هي «داعش»، لتزيد عدد الذين يتفهّمونه ويتقاطعون معه في العالم، بعدما مارسوا تحفّظاً متناقصاً على استبداده.
فـ «داعش» جعل اليمين المحترم أضعف حجّة من اليمين غير المحترم، فإذا أكّد الأوّل قيماً «تفصلنا» عن الأسد، نجح الثاني نجاحاً أكبر في التوكيد على قيم «تجمعنا» بالأسد. وقبل «داعش» وبعده، جرت منافسات مشابهة بين اليسار المحترم واليسار غير المحترم فكسبها الثاني من دون عناء كبير.
لكنّ هذا كلّه في كفّة والعلاقة المثلثّة بروسيا وإسرائيل وإيران في كفّة. فبشّار حليف روسيّا الوطيد والتي تحت مظلّتها وشبكتها الصاروخيّة قُتل سمير القنطار، المقاتل في صفوف «حزب الله». والأخيرون إنّما يقاتلون في سوريّة كرمى لبشّار وإيران بعدما قاتلوا الإسرائيليّين كرمى لإيران.
ويختم صاغية القول … فكأنّ مقتل القنطار، وقد استكمل الروس بناء ما لم يكن مبنيّاً إبّان مقتل عماد مغنيّة، تنبيه إلى أنّ الجمع بين كلّ هؤلاء الحلفاء قد لا يكون جمعاً، وأنّه قد ينشىء من التضارب أكثر ممّا ينشىء من التحالف.
والجمع بين مشروعين كلٌّ منهما ذو نازع إمبراطوريّ، يستعصي على قادة كبار وتاريخيّين. فكيف على بشّار الأسد؟
أمّا سمير القنطار فثمن صغير من الأثمان التي يرتّبها الجمع بين ما لا يجتمع، بقوّة الخفّة وباقتصار القتل وحده على المنهجيّة والتماسك.
____________