بانوراما الأسبوع/ 18 أيلول 2015

بانوراما الأسبوع/ 18 أيلول 2015

تواصلت المعارك العنيفة وأعمال القصف في مختلف أنحاء البلاد خلال الأسبوع الماضي، حيث وثَّقت الشبكة السورية ارتقاء أكثر من مائتين وتسعين مدنياً، كما شهدت الأيام الماضية تقدماً لقوات المعارضة في عدة جبهات.


البداية من ريف دمشق، حيث أعلنَ جيش الإسلام تحريرَ أكثر من سبعة وعشرين نقطة عسكرية تابعة لقوات النظام، التي تحاصر غوطة دمشق من جهة القلمون الغربي. كما تواصلت الاشتباكات في ضاحية الأسد بين جيش الإسلام وقوات النظام، فيما استمر إغلاق الطريق الدولي دمشق –حمص على الاتجاهين في النقطة المحاذية للضاحية، وسيطر جيش الإسلام على فرع الأمن العسكري قرب حرستا، وعلى عددٍ من الأبنية في محيط إدارة المركبات في حرستا، وعلى كامل منطقة تل كردي الملاصقة لسجن عدرا للنساء، ويأتي هذا في إطار العملية التي أطلقها جيش الإسلام تحت مسمى «الله غالب». في وقتٍ واصلت فيه قوات النظام قصفها العنيف بالبراميل المتفجرة والصواريخ وقذائف المدفعية على مدن وبلدات ريف دمشق، وعلى وجه الخصوص داريا والزبداني ودوما.


من جهته، أعلن الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام عن سيطرة غرفة عمليات حي القدم على بعض الأبنية، والتي كانت تخضع لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في حي العسالي جنوب دمشق.


في جنوب البلاد أيضاً، واصلت قوات النظام محاولاتها اقتحام قرى المنطقة المعروفة بـ«مثلث الموت»، والتي تصل بين محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق، دون تحقيقها أيّ تقدمٍ يُذكَر.


في إدلب، واصل جيش الفتح قصفه لقوات النظام في قريتي كفريا والفوعة المواليتين بقذائف الهاون، في حين وجهت قوات النظام في الفوعة نداء استغاثة عبر صفحاتها في مواقع التواصل الاجتماعي يؤكد وجود 500 مصاب من عناصرها بحالة خطيرة داخل القرية. وفي حدث جديد من نوعه، قام مسلحو القريتين بوضع أسرى من المدنيين في أقفاصٍ على أسطح منازلهم، وذلك بهدف الضغط على جيش الفتح لإيقاف القصف. وفي سياقٍ متصل، اختطف مسلحون موالون لقوات النظام من قرية الربيعة بريف حماة خمسة عشر طالبةً من إدلب أثناء توجههم إلى مدينة حماة.


كما واصل طيران النظام الحربي غاراته على معظم مدن وبلدات إدلب وريفها، مرتكباً مجازر جديدة راح ضحيتها عشرات الضحايا والجرحى.


كذلك ارتكب طيران النظام مجازرَ مروعة في حيي المشهد والكلاسة، أسفرت عن ارتقاء أكثر من أربعين ضحية. ومن جهتها، أعلنت كل من «حركة نور الدين الزنكي، حركة الظاهر بيبرس، ولواء حلب المدينة» توحدها تحت مسمى «حركة نور الدين الزنكي».


وفي اللاذقية، سيطرت قوات المعارضة على تلال (جب الغار، الزراعة، وقبر حشيش)، في محيط قمة النبي يونس بريف اللاذقية. وتأتي الأهمية الاستراتيجية لهذه التلال، من كونها تطل على قرى الريف الشمالي، وعلى قرى سهل الغاب بحماة حيث يسيطر «جيش الفتح».


بالانتقال إلى شمال شرق البلاد، هزَّت عدة انفجاراتٍ مدينة الحسكة، استهدفت مناطق ومواقع خاضعةً لسيطرة قوات حماية الشعب الكردية، وأسفرت عن قتلى وجرحى.


سياسياً، ومع تواصل التقارير والأنباء التي تتحدث عن تزايد الوجود العسكري الروسي في سوريا، وفي ساحلها على وجه الخصوص، أكَّد كيري في اتصال هاتفي مع نظيره الروسي أن «الدعم الروسي المستمر للأسد يشكل مخاطرةً من شأنها تصعيد النزاع، وإطالة أمده»، كما أكَّد التزام التحالف الدولي الذي تقوده بلاده بمكافحة تنظيم الدولة الإسلامية، لافتاً إلى أن الأسد لا يمكن أن يكون عضواً في هذا التحالف، فيما رحّب بدورٍ روسي ضمن جهود مكافحة التنظيم.


المبعوثُ الأممي الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا، قالَ في مؤتمرٍ صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، إن خطته للحل في سوريا تتضمن بندين رئيسيين، «مكافحة الإرهاب» و«الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية»، مشيراً إلى أن بيان «جنيف1» هو الفرصة الوحيدة للتوصل لحل سياسي في سوريا. ذلك في وقتٍ أصدرت فيه فصائل مسلحةٌ سورية بياناً باسم «بيان فصائل الثورة السورية»، وحمل توقيع أغلبِ وأكبرِ فصائل المعارضة المسلحة، أكدت فيه على رفضها أيّ خطةٍ لا تتضمن رحيل الأسد وأركان حكمه، معلنةً ترحيبها بعمليةٍ سياسية وفق مبادئ جنيف، التي تنص على هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات.


على صعيدٍ آخر، تواصلُ قضية اللاجئين السوريين تفاعُلها، حيث قررت وزارة الداخلية الألمانية نشرَ قواتٍ أمنية على حدودها مع النمسا، وضبطَ حركة القطارات بين البلدين لأسبابٍ أمنية. وقال وزير الداخلية الألماني في مؤتمرٍ صحفي إنه: «تم تبليغ كل الولايات الألمانية والحكومة النمساوية وأحزاب المعارضة هناك بهذه الخطوة، التي تعدُّ بمثابة تنبيهٍ لدول الاتحاد الأوروبي»، مُشيراً إلى أن حماية اللاجئين واجب، ولكنها ليست مهمة ألمانيا وحدها.


في السياق نفسه، قالت مجلة دابق التي يصدرها تنظيم الدولة الإسلامية، إن المسلمين الفارّين إلى أوروبا يرتكبون معصيةً كبرى بتعريض أبنائهم لما وصفته بأجواء الإلحاد والفجور.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +