مدنيو الغوطة ... ضحايا اقتتال فصائلها العسكرية

مدنيو الغوطة ... ضحايا اقتتال فصائلها العسكرية

راديو ألوان - ألوان محلية 

يعاني مدنيو الغوطة الشرقية من صعوباتٍ في مختلف نواحي الحياة نتيجة الحصار الذي يفرضه النظام، والاقتتال الداخلي بين جيش الإسلام من جهة وفيلق الرحمن وهيئة تحرير الشام من جهة أخرى منذ 28 الشهر الرابع من العام الجاري، إذ أدى هذا الاقتتال إلى تضرر النسيج المجتمعي، وانقسام ٍإداري بين قطاعات الغوطة المختلفة، بعد رفع السواتر الترابية وإغلاق بعض الطرقات بين مناطق سيطرة الفصائل المختلفة، ما دفع المدنيين للخروج في مظاهرات تنديدا بما يحدث.

 

وفي استطلاعٍ أجراه راديو ألوان يرى مدنيو الغوطة أن حال منطقتهم " مبكٍ "، وأن الاقتتال الحاصل، جعل الفصائل العسكرية تخسر حاضنتها الشعبية بسبب جهل القادة العسكريين أو ما سموهم " أمراء حرب " حيث تسبب الانقسام العسكري بانقسامٍ في المؤسسات المدنية المختلفة مثل المشافي والمدارس والجامعات، والمؤسسات الإغاثية، والحركة التجارية.

 

وفي حديث خاص لراديو ألوان أفاد مدير التربية والتعليم في ريف دمشق " عدنان السليك" بأن الضرر طال قطاع التعليم، فانقطع المدرسون والطلاب عن المعاهد المتوسطة والجامعات بين قطاعي دوما والأوسط، بسبب انتشار الحواجز.

وأكد السليك على وحدة كيان الغوطة المدني، إذ نجحت الفعاليات المدنية في تسيير الحافلات التي تنقل الطلاب بين القطاعات المختلفة، إضافةً إلى توحيد الامتحانات والتصحيح، فيما اعتبره دليلاً على وحدة صف المدنيين وتماسكهم، معرباً عن أمله في " رأب الصدع " بين مختلف الفصائل العسكرية في الغوطة الشرقية.

 

بدوره قال " مصطفى يحيى " الناطق والمنسق الرسمي للحراك الشعبي في الغوطة الشرقية، أن 3000 عنصر من الفصائل العسكرية المختلفة فاقدة للثقة فيما بينها، مشيراً إلى أن "الشرخ عميق وأن الحل لن يأتي في ليلةٍ وضحاها".

 

وأضاف " يحيى " أن الحل صعب ولكنه ليس مستحيلاً، ويبدأ بشكل تدريجي بجلوس قادة الفصائل على طاولة واحدة بوجود لجان مدنية تمثل الأهالي، إضافةُ إلى تنفيذ دعوة “المجلس العسكري في دمشق وريفها” لجميع التشكيلات العسكرية في غوطة دمشق الشرقية لحل نفسها وإلغاء مسمياتها واندماجها في كيان موحد، هذا وقد أعلن جيش الإسلام في بيان له، أمس عن موافقته على المبادرة.

 

وفي رده على اتهاماتٍ وجهها مدنيو القطاع الأوسط ضد الحراك الشعبي في القطاع الشمالي، والمتمثلة بتبعتيه لجيش الإسلام، قال يحيى إن المظاهرات التي نُظمت في الشهر الرابع من العام الماضي أي بداية الاقتتال طالبت بإمداد الجبهات المشتعلة بالسلاح النوعي، وإعادة الحقوق لأي طرفٍ كان، فيما اعتبرها طلبات عامة تصب في صالح جميع الفصائل المختلفة.

فيما قال إن الحراك الشعبي " لم يقم بتجييش الرأي العام ضد فصيل " فيلق الرحمن"، بالرغم من أنهم، أي الحراك الشعبي، يتبعون لـ جيش الإسلام" وإن المظاهرات الأخيرة التي أيدها الحراك كانت لاستئصال الفكر الدخيل على الثورة، والمتمثل بهيئة تحرير الشام " النصرة" سابقاً، مشيراً إلى أن جيش الإسلام قام " ببعض الأخطاء " في مدينة عربين نتيجة لتداخل مقرات الفصائل المختلفة (هيئة تحرير الشام أو النصرة، فيلق الرحمن، أحرار الشام) حسب وصفه.

وتتبادل الأطراف الاتهامات حول الاقتتال، إذ يعيدها جيش الإسلام إلى قيام هيئة تحرير الشام” قبل يوم من بدء الاقتتال باعتقال قوة مؤازرة تابعة للجيش كانت ذاهبة إلى القابون شرقي دمشق، فيما ينفي ذلك كل من الهيئة وفيلق الرحمن الذي تدخل إلى جانب الهيئة متهمًا الجيش بالهجوم على مقراته واعتقال وقتل عناصره.

الجدير بالذكر أن الاقتتال السابق خلال عام 2016، بين فيلق الرحمن وجيش الإسلام عن سقوط القطاع الجنوبي الذي يعتبر السلة الغذائية للغوطة الشرقية، ونزوح ما يقارب 2800 عائلة.

 

لمزيد من التفاصيل نستمع لمراسل راديو ألوان تيم السيوفي:

[embed][/embed]

 

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +