إنّها ليست عنصريّة ضدّ السّوريّين.. إنّها كرامة الجيش ومصلحة لبنان

إنّها ليست عنصريّة ضدّ السّوريّين.. إنّها كرامة الجيش ومصلحة لبنان

راديو ألوان 

يكادُ لا يمرُّ يومٌ واحد لا نسمع فيه، أو نقرأ، تصريحاتِ تذمّرٍ وعنصريّة من مسؤولين حكوميّين وسياسيّين ورجال أحزابٍ لبنانيّين، تجاه الّلاجئين السّوريين في لبنان، دون أن نُغفل الدّور الذي تمارسه وسائل الإعلام الّلبنانيّة في التّحريض على الّلاجئ السّوري، ليدخل على الخط، أمس الأحد، البطريرك الماروني "بشارة بطرس الرّاعي" خلال قدّاسٍ حضره الرّئيس "ميشال عون" وزوجته.

وخاطب "الرّاعي" رئيس الجمهوريّة مطالباً إيّاه بإعادة اللاجئين إلى سوريا، الذين وصفهم بأنّهم "ينتزعون لقمة العيش من فم الّلبنانيّ، ويرمونه في حالة الفقر والحرمان، ويقحمون أجيالنا الطالعة على الهجرة"، دون أن ينسى "قداسته" الإشارة إلى "تضامنه الانساني مع الّلاجئين والنّازحين".

وأضاف "الرّاعي" مخاطباً "عون" في كلمةٍ نقلتها وسائل إعلامٍ عديدة  "يرجو الّلبنانيّون من فخامتكم تصويب مسار عودتهم الأكيدة إلى بلدهم، بعيدًا عن الخلافات السّياسيّة التي تعرقل الحلول المرجوّة".

أمّا السّيّد "وئام وهاب" المحسوب على محور النّظام السّوري "وحزب الله"، فظهر غاضباً كعادته على الإعلام، وهذه المرّة لأنّ صفحةً على موقع التّواصل الاجتماعي "فيس بوك" حملت اسم "اتّحاد الشّعب السّوري في لبنان" دعت إلى مظاهرةٍ ضدّ العنصريّة تجاه السّوريّين في ساحة "سمير قصير" ببيروت، وقال إنّه "رح يكسّر رجليهن"، بحسب ما نقله تلفزيون "الجديد" الّلبنانيّ.

وأضاف "وهاب" بأنّ الجيش الّلبناني "لم يقتحمْ مدرسةَ راهبات في مخيماتِ عرسال.. إنما دَخلَ بؤرةً كانت تَحوي خمسةَ انتحاريين وربما مِئتي انتحاري"، رافضاً السّماح بالتّضامن مع السّوريّين الذين ماتوا في ضيافة الجيش الّلبناني بـ"ضربة شمس"، طالباً من مؤيديه أن "يكسّروا" كل مَن يرفع شعاراً ضدّ الجيش الّلبناني.

عضو تكتل “التّغيير والإصلاح” النّائب "أمل أبو زيد" أعلن أيضاً رفضه للتّظاهرة المُتضامِنة مع السّوريّين معتبراً إيّاها "مشبوهة، وشعاراتُها مُدانة، وكل من يشارك فيها أو يغطّيها هو متواطئٌ على وطنه وجيش بلاده”، كما دعا من أسماها "السّلطات المُختصّة" إلى "التشدّد في منعها.. فبأيّ حقٍّ وبأيّ وقاحة يتظاهرون ضدّنا وضدّ جيشنا على أرضنا؟!”.

قناة OTV اللبنانيّة التّابعة لـ"التيّار الوطنيّ الحر" الذي يتزعّمه "ميشال عون" لم تجد حرجاً في نشرٍ تقريرٍ يقول فيه أحد الّلبنانيّون "كل رنجر(بوط) عسكري لبناني بيسوى رقبة كل شي فيْ بسوريّة"، ربّما على مبدأ حرّيّة ذم وقدح السّوريّين، دون احترامٍ للمواثيق الإعلاميّة التي تمنع ممارسة العنصريّة والشّتم والقدح بحقّ شعبٍ كامل.

المواقف المُشينة لم تقتصر على حلفاء النّظام السّوريّ في لبنان، والذين يُحرّكهم "حزب الله"، بل امتدّت للضّفّة الأخرى المُعادية لسياسات الحزب، إذ علّق "الحكيم سمير جعجع" على موقف ممثّلة الأمين العام للأمم المتّحدة في لبنان "سيغريد كاغ" التي قالت إنه "من المبكر إعادة النّازحين السّوريين"، بالقول: "إن لم تقبل الأمم المتّحدة إعادتهم إلى سوريا فنحن سنضعهم على أول باخرة متّجهة إليها، ولن نتهاون بعد اليوم، ولا يزايدوا علينا بالحس الإنساني، نحن من استقبلناهم في بلادنا بهذا العدد الكبير، لكن إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب"، وهذا بحسب الصّحافة الّلبنانيّة.

جديرٌ بالذّكر أنّ الجّيش اللبناني كان قد اقتحم في 30 حزيران/يونيو المنصرم، مخيّمات اللّاجئين السّوريّين في عرسال، ما أسفرعنه مقتل وجرح العديد من الّلاجئين واعتقال أكثر من 400 منهم، بدعوى وجود إرهابيّين في المخيّمات، كما قال الجيش اللبناني إنّ "انتحاريّين فجروا أنفسهم بالجيش أثناء العمليّة الأمنيّة".

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +