عمالة الأطفال وأثرها على الأطفال السّوريّين.

عمالة الأطفال وأثرها على الأطفال السّوريّين.

من صغرهن كبار.

عمالة الأطفال هي ظاهرةٌ قديمةٌ ساهمت بإرتفاع معدّلاتها دخولُ الحرب في السّوريّة عامها السّابع، فباتت منتشرةً بكثرة، وبكلّ مالها من آثارَ سلبيّة على الطفل والمجتمع.

وتُعرّف عمالة الأطفال بأنّها "كلّ جهدٍ جسديٍّ يقوم به الطفل، ويؤثّر على صحّته الجسديّة والعقليّة والنّفسيّة، ويتعارض مع تعليمه الأساسي.

إلى ذلك، أجبر تدهور الوضع الإنسانيّ والاقتصاديّ الكثير من الأطفال على دخول سوق العمل، بسبب حاجة الأبوين للمال، نتيجة ضعف الدّخل اليومي مقارنةً مع النّفقات العالية بسبب غلاء الأسعار الكبير الذي تشهده سوريا، ممّا يدفع بالأسرة الفقيرة لتشغيل جميع أفرادها، ليساهموا معاً في تأمين لقمة العيش. إضافةً إلى تزايد عدد الأيتام، واستغلال حاجتهم المادّيّة، أو عدم نضوجهم، ما يساهم في زجّهم في أتون الحرب، وضمن الأعمال العسكرية عبر تجنيدهم.

من جانبه، قال الأختصاصي الاجتماعي "مالك الدّمشقي"، في حديث لراديو الوان، إنّ "انعدام الاستقرار، وتراجع المكانة الاجتماعية للتعليم ، فضلاً عن اضطراب العمليّة التّدريسيّة المتمثّلة بالغيابات المستمرّة عن الفصول الدراسية، نتيجة انعدام الأمن، وكثرة الإعاقات، بسبب الإصابات الحربية، والغيابات المستمرة وكثرة الاعاقات، جميع هذه الأمور تساهم في تفشّي هذه الظاهرة".

وحذّر "الدمشقيّ" من الآثار السّلبيّة الخطيرة لهذه الظاهرة، حيث "تؤثّر على الصحة الجسديّة، وتطوّر ونمو أعضاء الطفل، إضافة لتأثّر حواس السمع والبصر، بسبب الارهاق الذي يتعرض له الطفل أو الإصابات نتيجة الأعمال الشاقة، كما تؤثّر على تطوّره المعرفي، نتيجة تغيّبه عن المدرسة، مما يسبب بانخفاض قدراته الفكريّة والإبداعيّة".

و تتفاوت نسبة هذه الآثار على نفسيّة كلّ طفلٍ بحسب شخصيّته وطبيعة العمل، إذ يفقد الطفل ارتباطه العاطفيّ بالاسرة، وذلك لابتعاده عن جوّ العائلة . ومن الممكن أن يكتسب بعض العادات اليومية السيئة التي تؤدّي للانحراف، بسبب تعرّضه للعنف من قبل صاحب العمل او أحد زملائه في العمل.

وأكّد "الدمشقيّ" أن التّعليم هو "أفضل وسيلة لبناء شخصية الطفل من جديد، ما يستلزم توفير المدارس، ومراكز الحماية والرّعاية النّفسية، وتحسين الظّروف المعيشيّة للأطفال الفقراء، والاهتمام بالتّعليم حسب قدراته، إذ يساهم اعتماد التّعليم المهنيّ للأطفال ذوي القدرات الفكريّة المحدودة، بدلاً من التّعليم الأكاديمي، في إيجاد مهنٍ تساعدهم في أمورهم المعيشيّة.

ونصح "الدّمشقيّ"ّ بتقديم الخدمات الاجتماعية ومصادر دخل لأسر ذوي الاحتياجات الخاصة  بالإضافة لتطبيق قوانين العمل ومنع تشغيل الأطفال.

وحسب تقارير الأمم المتحدة فإنّ 85 مليون طفلٍ حول العالم يشاركون في أعمال خطرة وشاقّة، وغير متلائمةٍ مع بنية الطّفل الضعيفة، فمنهم من يمارس أعمال نقل البضائع وتحميلها، ومنهم يمارس أعمال صيانة السّيّارات والميكانيك، ومنهم مَن انضمّ إلى التّشكيلات العسكريّة ، ممّا جعل المنظّمات الدّوليّة المهتمّة بشؤون الطّفل تدقّ ناقوس الخطر، محذّرةً من عواقب عمالة الأطفال.

وفي لقاءٍ سابقٍ أجراه "راديو ألوان" مع الباحث في علوم النفس والاجتماع ”حامد عيسى”، أكّد أنّ "لدى الأطفال مرونة وقدرة على التّعافي النّفسي، وذلك بمجرّد توفير البيئة الصّحيّة والحماية الكافية لهم"، مشيراً إلى أنّه "على الرغم من الجهود المبذولة من قبل المنظّمات الإنسانيّة والإدارات المحلّيّة في سوريا، إلا أنّ العاملين في مجال الخدمة العامّة للأطفال يرون أنّ حجم الكارثة النّاتجة عن عمالة الأطفال أكبر من الجهود المبذولة، ممّا يتطلّب المزيد من العمل الجدي.

تفاصيل أوفى مع الزّميلة “ديما شُلّار” في زاوية “من صغرهن كبار” التي تأتيكم ضمن برنامج “ألوان محلّيّة”، بالتّعاون مع “مديريّة التّربية والتّعليم في الغوطة الشّرقيّة”:

 

 

 

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +