أفلام الكرتون.. عالمٌ مليءٌ بالإيحاءات الجنسيّة والعنف، لكنّه لا يخلو من الفائدة

أفلام الكرتون.. عالمٌ مليءٌ بالإيحاءات الجنسيّة والعنف، لكنّه لا يخلو من الفائدة

راديو ألوان - صح اللون 

مع التّطوّر الكبير الذي شهده عالم الرّسوم المتحرّكة خلال العقدين الأخيرين، يزداد الجدل حول تلك الأفلام والمسلسلات القديمة التي يعود انتاج بعضها إلى أكثر من 30 عاماً، بين صنّاعها وعلماء النفس والاجتماع، الذين يرون أن بعضها كان يحمل قيماً قد تشكّل خطراً على صحّة الأطفال النّفسية والجسديّة.

ديزني الإيحاء الواضح

أفلام "والت ديزني"، الشّركة العملاقة في مجال الرّسوم المُتحرّكة، على رأس قائمة المُتّهمين بتضمين إنتاجاتها ايحاءاتٍ جنسيّة في قصص موجّهة للاطفال، الاتّهام لم يكن مصدره مشاهدون عاديون، بل اختصاصيّون قالوا إنّ "بعض المشاهد والرسوم، وحتّى مضامين القصص، تتضمن إيحاءاتٍ جنسيّة لا يخطئها المشاهد".

يذهب آخرون إلى اتّهام الشّركة بالتّمييز العنصري، ففي فيلم "علاء الدّين" مثلاً، يقول بطل الحكاية إنه "قادمٌ من مكانٍ بربريٍّ من الممكن أن يقطع جسده فيه"، من دون ان يقول الفيلم مباشرةً، إنْ كان علاء الدّين عربيّاً أو مسلماً، لكنّ القصة تشير بشكل واضح إلى هويّته وديانته.

في قصصٍ أخرى أنتجتها "ديزني"، تُتّهم الشّركة بأنّها تعمّدت وضع إشاراتٍ جنسيّة واضحة، كفيلم "الملك الأسد"، ففي مشهد يكون فيه الأسد جاثياً على تلةٍ عالية يحدّق في السماء، تصطفُّ النّجوم على شكل كلمة " جنس" وهو ما يمكن مشاهدته وقراءته بشكلٍ اكثر من واضح.

البراءة لن ترى

لكنّ مدافعين عن الشركة يقولون إنّه "لا يمكن للمشاهدين من الأطفال تفسير رموزٍ جنسيّة أو عنصريّة أو عنيفة بنفس الطّريقة التي يُفسّر بها البالغون الرموز ذاتها"، ويعتبرون أنّه "من غير الممكن لعقل الطفل أن يلتقط المعاني الخفيّة، في حال كانت موجودةّ بالفعل، بهذه الطريقة غير المباشرة".

آسيا تساهم

بعيداً عن "ديزني"، يُطرح السّؤال حول مسلسلاتٍ أُنتجت في آسيا، مثل المحقق "كونان"، فطفلٌ يحقّق في جرائم قتلٍ وسرقةٍ وعنف، ويكشف كلّ التّفاصيل المعقّدة التي تحيط بالقضيّة، إلى أيّ حد هو مادّة مناسبة لتكون ضمن برامج الأطفال وتخاطبهم، ومسلسل مثل "بوكيمون" والذي يريد أن يقول إنّ العنف والقوّة الخارقة هي الحلّ لكلّ المشاكل التي قد تواجهنا في الحياة، في مخاطبةٍ تهزّ قيم الطّفل التي من المُفترض أن تُصرّ على أنّ العلم والاجتهاد هما الطّريقة المُثلى لمواجهة مصاعب الحياة.

وبغضّ النّظر عن الجدل السابق، فإنّ عقول الكثيرين لاتزلا تحتفظ بالكثير من الأسماء والأحداث من مسلسلاتٍ كرتونيّة تابعوها في طفولتهم، فيما تتيح التّقنيّات الحديثة لهم إعادة المشاهدة اليوم، وفي أيّ وقتٍ يشاؤون.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +