جفاف سدّ قسطون بريف حماه: أوبئةٌ وموت أسماك وحرمانٌ من المزروعات

جفاف سدّ قسطون بريف حماه: أوبئةٌ وموت أسماك وحرمانٌ من المزروعات

ألوان محلية

تسبّب انخفاض معدّل الأمطار في السّنوات الماضية عن المعدّل السّنوي، واستمرار المعارك التي تستهدف البُنى التّحتيّة في منطقة "سهل الغاب الشّمالي" بريف حماة الغربي، بتعطّل مضخّات المياه الموجودة على نهر العاصي، ما أدّى إلى عدم وصول المياه لسدّ "قسطون"؛ السّدّ الوحيد في منطقة "سهل الغاب الشّمالي".

وأدّى جفاف السّد إلى حرمان المُزارعين من عددٍ من المزروعات التي تعتمد في ريّها بشكلٍ أساسيّ على مياه السّد، كما كان السّد يعتبر من أهم بحيرات تربية الأسماك، إلّا أنّ العديد من هذه الأسماك ماتت وتفسّخت بعد جفافه، ما نتج عنه انتشار عددٍ كبيرٍ من الحشرات التي تحمل أمراضاً وأوبئةً، كمرض "اللشمانيا" أو ما يعرف بـ"حبّة حلب"، التي وصلت إلى سكّان المناطق المجاورة للسّد وأصابت عدداً كبيراً من السّكان.

وقال "مصعب الأشقر"، عضو مجلس محافظة حماة، في حديثٍ خاصٍّ لراديو ألوان، إنّ قوّات النّظام والميليشيّات التّابعة له "قامت بسلب ونهب منازل المدنيّين في منطقة سهل الغاب الشّمالي"، مضيفاً أنّ "البنى التّحتيّة للبلدات لم تسلم من عمليّات السّرقة، إذ تمّت سرقة محطّة ضخ سد قسطون، التي كانت تضخّ المياه من نهر العاصي إلى السّد بمسافة عشرة كيلو مترات، وبسرقة تلك المضخّات توقّف ضخّ المياه للسّد منذ أواخر عام 2013، ومع جفاف السّد تفسّخت جثث الحيوانات والأسماك التي كانت تعيش في هذه المُسطّحة المائيّة، مما أدّى لظهور حشراتٍ ناقلةٍ للأمراض، تتغذّى على بقايا هذه الحيوانات، وتصيب السّكان بأمراضٍ عدّة؛ أبرزها الّلشمانيا".

 وأضاف "الأشقر" أنّ مجلس محافظة حماة "يسعى عن طريق خبراء ومختصّين لحلّ مشكلة السّد، إلّا أنّ أبرز عقبةٍ تقف أمامه هي عدم وجود كهرباءٍ في المنطقة؛ حيث يحتاج السّد إلى خطّ كهرباء ذي توتّرٍ عالٍ، والمنطقة تفتقر للكهرباء نتيجة تدمير النّظام لمحطّة كهرباء زيزون، لكنّ المجلس يعمل على مشاريع رشّ مبيداتٍ حشريّة في المناطق المُحيطة بالسّد؛ للحدّ من انتشار اللشمانيا".

وبدوره، أكّد "عبد الله العبد الله"، وهو أحد الكوادر التّمريضيّة العاملة في مركز "اللشمانيا" بمدينة "كفرزيتا" شمالي حماة، أنّ "موت الأسماك وتفسّخها من أبرز أسباب انتشار ذبابة الرّمل، ومن المعروف أنّ ذبابة الرمل هي العامل المسبّب لمرض اللشمانيا، حيث يزداد نشاطها في الأماكن المليئة بالأوساخ والبحيرات والحيوانات الشّاردة والمستودعات، ولها عدّة أنواع مثل: اللشمانيا الجلديّة، اللشمانيا الجلديّة المخاطيّة، واللشمانيا الحشويّة".

وشدّد "العبد الله" على أنّ "أخطر أنواع اللشمانيا هي الحشويّة؛ حيث تصيب الأجزاء الدّاخليّة وتسبّب الموت للأطفال في حال لم تتمّ معالجتها خلال المراحل الأولى للإصابة".

ونصح "العبد الله" باتّباع أساليب وقائيّة للحماية من المرض؛ أهمّها:


  • معالجة الإنسان المُصاب وتغطية المناطق المصابة لديه بهدف تجنّب انتقالها لأفراد عائلته.

  • تنظيف المستودعات وحظائر الحيوانات.

  • المحافظة على النّظافة الشّخصيّة.

  • تنظيف المستنقعات والبحيرات بيئيّاً.

  • تأمين شبكات صرفٍ صحيٍّ أمنة.

  • النّوم تحت النّاموسيّة.

  • القيام بحملات رشٍّ للمبيدات الحشريّة في البلدات والمدن التي ينتشر فيها المرض.

  • الذّهاب إلى المراكز المختصّة بعلاج اللشمانيا عند الشّعور بالإصابة.


يذكر أنّ "مديريّة صحّة حماة" قامت بعددٍ من الإجراءات للحدّ من انتشار المرض؛ مثل افتتاح مراكز معالجة، وإطلاق حملات توعيّة عن المرض، وكذلك رشّ المبيدات الحشريّة في المنازل.

المزيد في متابعة مراسل راديو ألوان "محمود أبو راس" في التّسجيل الآتي:

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +