الإنجاب في زمن الحرب: بين الحقّ والجريمة

الإنجاب في زمن الحرب: بين الحقّ والجريمة

راديو ألوان - صح اللون

لم تعلن بعدُ أيُّ إحصاءاتٍ رسميّة لعدد المواليد السّوريّين الجُدد خلال السنوات السبع الماضية، إلا أنّ المعلومات القليلة التي تَرِدُ من مخيّمات اللجوء وبلدان الجوار التي لجأ إليها السّوريّون تشي بأنّ المواليد في تزايدٍ يراه البعض غير متلائمٍ مع المأساة الإنسانيّة السّوريّة التي صنّفتها الأمم المتحدة بالأكبر منذ الحرب العالميّة الثّانية.

إحصائيّة الأمم المتّحدة قالت بعد ثلاث سنواتٍ من بدء الثّورة "إنّ واحداً وعشرين ألف طفلٍ سوريٍّ قد ولدوا في مخيّمات الّلجوء، وبمعدّلٍ يصل إلى طفلٍ جديدٍ كلّ ساعة، ما تجد فيه الأمم المتّحدة أمراً مُرعباً ويحتاج للتّدقيق والبحث".

لماذا لا يزال السّوريّون ينجبون!

حاول "لؤي شبانة"، مدير صندوق الأمم المُتّحدة للسّكان في المنطقة العربيّة معرفة الإجابة، فسأل لاجئين في مخيّم الزّعتري في الأردن، يقول إنّه "صُدم بأنّ النساء في المخيّم يرفضن استخدام طرق منع الحمل، ويعتبرن أنّ أزواجهنّ سيطلقوهنّ إذا ما توقّفن عن الإنجاب".

في المجتمع السّوريّ الرّيفي لا يقلّ عدد أفراد الأسرة الواحدة عن ستّة أشخاص، وتتحكّم العادات والتّقاليد بعدد الأولاد؛ إذ من الخطأ أن يتوقّف الزّوجان عن الإنجاب، فيما وسائل منع الحمل تعتبر من "المُحرّمات التي لا تقبل النّقاش".

حوامل نازحات

خلال استطلاعٍ أجراه برنامج "صحّ الّلون"، تحدّثت نساء سوريّات عن معاناتهنّ مع الإنجاب في ظلّ الظّروف الحاليّة التي تمرّ بها سوريا، وكيف كنّ إما حوامل أثناء النزوح، أو مرضعات، فيما اعتبرن أنّه من الصّعب المحافظة على معدّلات الإنجاب في ظلّ الظّروف الحاليّة، لكن وفي ذات الوقت، اعتبر بعضهنّ أنّه "من الواجب الاستمرار في إنجاب الأطفال".

أطفال الحصار

في عددٍ من المناطق المُحاصرة داخل سوريا، والتي مُنِعَ عنها الطّعام والتّنقّل، يعيش جيلٌ كاملٌ من الأطفال السّوريّين الجدد؛ والذين وُلِدوا خلال السّنوات السّبع الماضية، بعيداً عن التّعليم الجيد والمعرفة، فيما لم يعرف الكثير منهم مناطقَ غير تلك التي يعيشون فيها مع أصوات القصف والاشتباكات المُستمرّة منذ سنوات، وبعض الأطفال لا يعرف شكل الفواكه، ويضطرُّ الكبار للكذب عليهم بأنّها لا تتواجد في بلادنا؛ كي يتوقّفوا عن السؤال عنها.

الحق والجريمة

أظهرت آراء المُستمعين المُشاركين في حلقة "صحّ الّلون" موافقةً على ضرورة عدم الإكثار من حالات الإنجاب، وليس التّوقّف عنها، فطفلٌ واحدٌ في ظروف مماثلة قد يكون كافياً، لا سيّما أنّه من حقّ الجميع تأسيس أسرٍ وإنجاب أطفال، فيما يرى آخرون أنّ الأمر برمّته يصل إلى الجريمة، في حال كانت العائلات غير قادرةٍ حتى على تأمين سكنٍ لائقٍ بالطّفل القادم.

وتستمعون في هذا التّسجيل من برنامج "صحّ الّلون" استطلاعاً لآراء نساء من "سراقب" حول قضيّة الإنجاب في زمن الحرب:

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +