منتخبنا الوطني: يا موحّدنا الأوحد

منتخبنا الوطني: يا موحّدنا الأوحد

راديو ألوان - صح اللون

حَسَمَ لاعبو المنتخب السوري لكرة القدم، الذي تأهل إلى الملحق الأسيوي بعد تعادله مع المنتخب الإيراني، الجدل حول فصل الرياضة عن السياسية، حين وجّهوا التحية لمن أسموه بـ"قائد الوطن"، وذلك في لقاء تلفزيوني بُثَّ من دمشق، عبر قناة سما الفضائية، لتنتهي أيامٌ من النقاش الذي خاضه السّوريون وهم منقسمون بين مَنْ يُدافع عن المنتخب "كونه يمثّل سوريا"، وبين من رأي أنّه "يمثّل النظام السوري لا أكثر".

وخلال اللقاء الطويل، لم يتوانى لاعبو المنتخب الذي كان لدى بعضهم، حتّى الأمس القريب، مواقف سياسية تعادي النظام وتؤيّد الثورة، عن شكر "القيادة السورية والرئيس" على ما سموه "الجهود التي يبذلونها من أجل الرياضة والرياضيين".

صَدَمَ "فراس الخطيب" متابعيه، ليس بالمشاركة فقط في صفوف المنتخب، بل أيضاَ بالتّصريحات التي لم يتوقّف عن الإدلاء بها بعد المبارة، ومثله فعل "عمر السومة"، الذي كان يحسبه الكثيرون محسوباً على الثورة في البلاد، ليشكر في ذات اللقاء رأس النّظام أثناء سؤاله عن أمرٍ آخر تماماً.

وسائل إعلام النظام لم تتوقف للحظةٍ واحدة عن ربط المبارة بالمشهد السياسي الحالي في البلاد، فالانتصار في المبارة يعني انتصاراً للنظام، وتأكيداً على الموقف "الصحيح" لنظامٍ سياسيٍّ هَجّرَ أكثر من نصف الشعب السوري، وقتل ما يربو على المليون.

وسائل إعلام عربيّة اتّخذت ذات الموقف تقريباً، فتحت عنوان "كرة القدم توحّد السّوريّين"، فقد بثّت قنوات مثل "فرانس 24" و"بي بي سي" و"العربية" أخبار اللقاء، على أنّه جامعٌ للسوريين غير مفرّقٍ لهم، كما هو حال كل شيء في البلاد.

وعبر مواقع التّواصل الاجتماعي كان المشهد أكثر إدهاشاً، إذ بُثّت مشاهد مباشرة من تركيا ومصر وألمانيا لسوريّين يرفعون العلم الذي يعتمده النظام، وهم يتابعون المباراة، مشجعين المنتخب، نفس المنتخب الذي ارتدى بعض أفراده قمصاناً عليها صورة الأسد بعد صافرة النهاية!

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +