في حضن الوطن: القتل والخطف والتشبيح، والشرطة في خدمة الشعب

في حضن الوطن: القتل والخطف والتشبيح، والشرطة في خدمة الشعب

راديو ألوان – صح اللون

فيما لا تزال الدعوات التي يطلقها إعلام النظام مستمرة من أجل ما يسميه العودة إلى "حضن الوطن"، لا يزال ذات الإعلام ينشر أخباراً شبه أسبوعية عن عمليات إلقاء قبض على عصابات امتهنت عمليات الخطف والقتل في أماكن سيطرة النظام طوال سنوات خلت، ومع دأب النظام على إخفاء هذا النوع من الأخبار، وكثرتها في ذات الوقت، فمن الممكن الاستنتاج أنّ ما يعلن عنه هو أقلّ بكثير من المُسجّل بشكلٍ فعلي في عددٍ من مناطق البلاد.

قبل أيام قليلة بثّ التلفزيون السوري تقريراً من ريف حماه، ظهرت فيه سيدة تتحدث عن تورطها مع آخرين في أعمال خطف بحق مراهقين تمّ الايقاعُ بهم، عن طريق موقع "فيس بوك"، بعد وعدهم بعلاقة جنسيّة مقابل المال، تقول المُعترفة عبر شاشة التلفزيون الرسمي إنّ "عدد المُحتطفين وصل إلى تسعة".

قبل أسابيع من ذلك، بثّت "الإخبارية السورية" نبأ القبض على عصابة خطفت شاباً من حمص، وقتلته لاحقاً، وذلك بعد أن طلبت من ذويه فدية مالية لم يتمكنوا من دفعها.

فيما قدّم شادي حلوة من حلب تقريراً مطولاً عن عصابة امتهنت عمليات التزوير والخطف والقتل، في تقرير حماسي قٌدّم عبر التلفزيون الرسمي السوري.

الساحل يغلي

يعاني الساحل السوري الذي تركه النظام لمليشيات موالية له من عمليات خطف وقتل وابتزاز تحدث بشكل يومي، من قبل من يُعرفون باللجان الشعبية التي تحولت لاحقاً إلى مجموعات مسلحة لا تعرف من الحرب إلا شوارع المدن، وباتت الأخبار التي يتم تناقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن الحالة الأمنية المتردية في مدن مثل اللاذقية وطرطوس، عامل ضغط على النظام، لم يستطع معها إلا التحرك ولو بمساحة صغيرة، للقبض على بعض المتورطين في عمليات التشبيح.

حتّى الموالون الذين يقيمون في الساحل السوري باتوا يصفون الحالة الشعبية بأنها وصلت إلى جد الغليان، فبين جثث لا تتوقف عن الوصول الى الساحل من مختلف الجبهات، وسطوة أمنية تمارس كل أنواع البلطجة بحق المدنيين، وسوء الأوضاع الخدمية من ماء وكهرباء، واستقبال آلاف اللاجئين من مدن الساحل السوري، وشبه الانهيار في الاقتصاد، يطالب مدنيون بتحرك الحكومة التي لا يزالون يعقدون عليها الآمال في أن تحسن الوضع في القريب العاجل.

ولم تعد حجّة الحرب التي طالما استخدمها النظام مقبولة كما في السابق في الأوساط الشعبية الموالية، التي ترى أن النظام أنفق اكثر من مليار ليرة سورية على محطة توليد كهربائية في الكسوة يوم الاثنين 18 أيلول، فيما لا يزال التيار منقطع عن منازلهم لأكثر من 10 ساعات في اليوم.

فيما تشكل عمليات الخطف والقتل والسرقة، الجرح الأكبر الذي لم يعد بإمكانهم السكوت عنه أكثر، فلجأ النظام إلى أكثر أدواته قدماً، الإعلام الذي بات يبث أخبار التشبيح بقالب برنامج "الشرطة في خدمة الشعب".

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +