التعليم في المنزل، حل للهرب من القصف والتطرف

التعليم في المنزل، حل للهرب من القصف والتطرف

راديو ألوان- صح اللون

لا توجد احصاءات في سوريا أو العالم العربي لعدد الأسر التي لجأت الى التعلم المنزلي كوسيلة لتعليم أبنائها، فيما لا توفر القوانين العربية أو السورية أي نص يتحدث عن قوننة هذا النوع من التعليم أو تجريمه، فبقي التعليم المنزلي من ضمن المسكوت عنه رسمياً لسنوات.

في ظل الظروف الحالية التي تعيشها سوريا، وجدت بعض الأسر في التعليم المنزلي، حلاً بديلاً بعد غياب المدارس او تعرضها لعمليات القصف المباشرة، ومع تقطع الطرق وعجز الطلاب عن الوصول إلى المراكز التعليمة أو المدارس، كان لا بد من أيجاد حل بديل، ألا وهو التعليم المنزلي.

في مناطق من جنوب دمشق، حيث بسط تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" سيطرته على مناطق عديدة مثل الحجر الأسود ومخيم اليرموك، منع التنظيم المتطرف الطلاب من التوجه إلى المدارس في المناطق المجاورة، وفرض منهاجاً خاصاً به، أزال منه مواد الفيزياء والكيمياء وكثيراً من العلوم، فيما وضع منهاجاً دينيا ًمتطرفاً، وفرض لباساً موحداً على الطلاب.

وجدت الأسر في التعليم المنزلي، حلاً تجنب به الأطفال مدارس داعش، فبات الآباء والأمهات يعلمون أطفالهم القراءة والكتابة وبعض الحساب، هرباً من منهاج متطرف فرض عليهم في المدارس التي أعلنها التنظيم، والذي تضمن حتى تدريباً عسكرياً في أكثر من مرة، تحت اسم "دورات شرعية".

تجربة عملية

لا ترحب جميع الأسر التي تعيش في مناطق مستقرة نسبياً بفكرة التعليم المنزلي، يقول رئيس مجلس إدارة منظمة أثر للتدريب والتطوير فادي فاعل في حديث مع  برنامج صح اللون " إن أفضل طريقة لمعرفة مزايا التعليم المنزلي هي التجربة ، قمنا فعلاً بتجربة التعليم المنزلي مع أكثر من 150 طالباً وطالبة في مدينة غازي عنتاب التركية، كانت النتائج مفاجأة لنا، إذ تابع عدد كبير من الطلاب العملية التعليمية بسلاسة وحتى النهاية".

في التجربة التي قامت بها منظمة أثر اعطيت بعض الأمهات تدريباً كي يتحولن إلى مدرسات، يقول فاعل" اخترنا أمهات لدين تأهيل علمي أولاً، بعضهن درسّن أطفالهن وأطفال الحي أيضاَ، تقيدنا بمنهاج اليونسيف، في اللغة والرياضيات والعلوم، وطبعاً تركنا مسألة إدارة الوقت، وفق لما يناسب كل عائلة على حدا".

تقول أرقام صدرت عام 2014، إن اكثر من 3 ملايين طالب سوري، توقفوا عن تلقي التعليم بسبب ظروف الحرب في البلاد، ما يدفع للتفكير بشكل جدي في طرق بديلة كي تستمر العملية التعليمة التي لا يمكن تخيل سوريا في حال توقفها.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +