راديو ألوان - صح اللون

اخترقت عدة نساء حول العالم مهن ظلت حكراً على الرجال لمئات السنين، فبتن طبيبات وقانونيات وسائقات وسائل نقل عامة، مدرسات وعالمات، وتقدلن مناصب حكومية في مختلف بلدان العالم، فيما بقي الجدل مستمراً حول أهلية النساء للقيام بكامل واجباتهن في مهن كثيرة لا يزال كثيرون يرون أن الرجال اكثر قدرة على تأيديتها منهن.

في سوريا وخلال السنوات القليلة الماضية، سجلت النساء حضوراً في كثير من المهن، نتيجة لظروف الحرب، فيما اضطرت كثيرات منهن إلى دخول سوق العمل، بعد غياب الرجل في العائلة بسبب الموت أو الاعتقال أو حتى السفر.

قليلات هن اللواتي دخلن مهة قيادة وسائل النقل العامة، لكن من جربت الأمر في سوريا، اعتبرت ان أي مهنة أخرى قد تكون أفضل لها، إذ لا يزال المجتمع يرفض الفكرة وإن كان يراقبها بمتعة ودهشة.

يرى البعض أن المجتمع الذكوري هو المسؤول عن عدم قدرة النساء على دخول مهن كثيرة حول العالم، وفي سوريا تحديداًن فالتقافة العامة لا تشجع المرأة على العمل في كثير من المهن، باستثناء التدريس لا تقبل العائلات أن تنخرط بناتهن في أي مهنة، نظراً للعادات والتقاليد التي لا تفضل اختلاط المرأة مع الرجال.

لنفس السبب السابق، تفضل كثير من النساء أن يقابلن طبيبة لا طبيباً، ومصففة شعر لا مصفف شعر، العادات والتقاليد تسيطر من جديد على جنس صاحب المهنة بعض النظر عن كفاءته.

لا يعطي العلم اجابة شافية حول من الافضل عقلياً في مهن معينة، الرجل أم المرأة، فيما يرى البعض ان السؤال بحد ذاته يحمل الكثير من المغالطة في طياته، إذ أن المقارنة بهذه الطريقة تفترض سلفاً أن هناك فرقاً ما، وقد يكون شاسعاً.

تقول التجربة أنه بعض النساء كن أفضل أداءاً فيما يعرف بمهن الرجال، وبعض النساء كن أفضل في ما يعرف بمهن النساء، فالأمر لا يمكن ربطه بالجنس، ولا يمكن القول إن الرجل أفضل أو المرأة أفضل، فهناك من هو أفضل من غيره بغض النظر عن جنسه، وتعطي الحياة الكثير من الأدلة على ذلك.