الإعدام في سوريا، إلغاء أم إبقاء؟

الإعدام في سوريا، إلغاء أم إبقاء؟

راديو ألوان- صح اللون

يتجمع العشرات من المشاهدين في ساحة المرجة التي تتوسط العاصمة السورية دمشق، لمتابعة تنفيذ حكم الإعدام بحق متهم بارتكاب جريمة قتل، يُنفذ الحكم وينفض المارة، في مشهد نادر الحدوث في سوريا، التي لا تزال قوانينها تنص على العقوبة، بعد أن ألغيت في كثير من دول العالم.

ظهرت الموجة التشريعية لإلغاء عقوبة الإعدام منذ بداية هذا القرن الماضي،  يشوبها نوع من التردد، ففي إيطاليا ألغيت هذه العقوبة في عام 1899م ثم أعيدت في عام 1930، ثم ألغيت مرة أخرى 1974، وفي نيوزيلندا ألغيت هذه العقوبة سنة 1911 ثم أعيدت سنة 1950 ثم ألغيت مرة أخرى 1961، وفي إسبانيا ألغيت هذه العقوبة سنة 1932 ثم أعيدت سنة 1934 ثم ألغيت مرة أخرى بتعديل دستوري سنة 1978م في غير حالات الجرائم العسكرية في زمن الحرب.

تنص قوانين جميع الدول العربية باستثناء جيبوتي على عقوبة الإعدام، فيما علقها لبنان ولم تعد المحاكم تصدر احكاماً بها منذ عام 2014.

في سوريا كان الجدل التشريعي قد ظهر في أعوام 2007 و2008، واشتد في عام 2010، ليظهر عبر بعض وسائل الاعلام آن ذاك.

لماذا الإلغاء؟

يرى معارضو بقاء عقوبة الاعدام في القوانين السورية، أن العقوبة لم توقف ارتكاب الجرائم، معتبرين أن السجن المؤبد مثلاُ يعطي فرصة للجاني للتوبة ومراجعة الذات، فضلاً عن إصلاحه اجتماعياً ونفسياً.

يرى معارضو العقوبة، أن كثير من الجناة يحتاجون لعلاج نفسي لا عقوبة نهائية لا تراجع عنها، ويعتبرون أن تنفيذ حكم الإعدام، يعني اللاعودة، في حال تبين أن المتهم بريئ مما نسب إليه.

لماذا الإبقاء؟

فيما يرى مؤيديو بقاء العقوبة، إن العقوبة التي يقرها القانون هي قصاص عادل ومن جنس عمل المتهم، ولا يمكن أن يطبق العدل من دون حكم الإعدام، فيالمجتمع لا يمكن أن يغفر لقاتل عن عمد أو مغتصب جريمته.

ويرفض معارضو إلغاء العقوبة، فكرة العناية النفسية، لأصحاب الجرائم الجنائية التي تشكل خطراً على المجتمع.

هل نحن جاهزون؟

يعتبر رئيس تجمع المحامين الاحرار غزوان قرنفل في حديث مع برنامج صح اللون، إن المجتمع السوري، وما يعيشه منذ عام 2011، بات أكثر بعداً عن فكرة إلغاء عقوبة الإعدام، يشير إلى أننا قد نحتاج الى عشر سنوات على الأقل كي نبدء بمناقشة موضوع كهذا في حال انتهت الحرب اليوم في سوريا.

استمع للقاء الكامل مع غزوان قرنفل:

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +