الاستثمار في الأعداء، فرص قد تولد النجاح

الاستثمار في الأعداء، فرص قد تولد النجاح

راديو ألوان- صح اللون

 

لولاهم، لما كان هناك منافسة أو رغبة بالتقدم في كافة شؤون الحياة، وما دام الحديث عن صراع سلمي، لا أضرار مصيرية فيه، تخلق العدواة في بعض الحالات أبوباً جديدة، ومساحات تجلعنا اكثر قوة، ما كنا لنصلها لولاً وجود عدو نريد التغلب عليه أو التصدي له.

وبين التسامح معهم وتجاهلهم والوقوف في وجههم، تختلف الطرق التي من الممكن أن نواجه بها أعدئنا في الحياة، التي لا تبخل علينا بأمتلاك البعض او الكثير منهم، في سوريا بات لنا الكثير من أعداء الموقف السياسي والإنساني والاخلاقي، بغض النظر عن موقعنا من الصراع الحالي.

أعداء النجاح

رغم أن علم الاجتماع يعرف أعداء النجاج على أنهم، إما قليلوا المواهب والقدرات الإبداعية، أو الفقراء والمقهورين وعديمي الفرص، وكلاهما يحاولون النيل من محققي النجاح وصانعي الانتصارات العملية، إلا أن التعبير بحد ذاته "أعداء النجاح" بات محبباً لدى الفاشلين أيضاَ، الذين وجدوا فيه شماعة مناسبة للوم الآخرين، والتخلص من المسؤولية.

العدو الخفي

قد نمتلك عدواً خفياً لا يظهر أي أشارات على العداء لنا، لكنه ينتظر الفرصة الكافية الوافية التي يبرز فيها عداءة الضار، فهو لا يعلن المعركة إلا في ساعة الصفر، ولا يعلن أياً من نواياه إلا حين يرى الفرصة مناسبة لمواجهة الخصم الذي لا يكون من ضمن اعتباراته هذا العدو.

عرف الكثيرون منا في سوريا، هذا النوع من الأعداء، سياسيون على الأغلب، هو طابعهم العام، مخبرون أو مقاتلون أو عناصر ميليشيات، جيران وزملاء، وحتى أقارب، لم نكن نعرف أنهم أعداء موقف أو قضية، إلا خلال السنوات القليلة التي خلت على البلاد، بعضهم كان خطراً فأخفى الظهور لأشهر وحتى لسنوات.

العدو العاقل

قال العرب قديماً أن عدواً عاقلاً خير من عدو جاهل، فالبرغم من الانظباع الظاهري بأن العدو الجهل أفضل فالتغلب عليه أكثر سهولة، إلا أن التجارب تقول إن العدو العاقل، لا يشن هجوماً إلا أذا كان مدروس النتائج، محدود الضرر، محدد الأهداف، فيما الجاهل يفتح النار على كل شيء من دون أي حساب.

لا يظهر إلا الأعداء العقلاء الأحترام لبعضهم البعض، فاحترام العدو هو في تقدير قوته وقدرته على التحمل، ونقاط قوته قبل نقاط ضعفه، فيما يصل الاحترام بالأعداء إلى حد، لا يجعل فيها المرء من القضايا الشخصية والعائلية والقيم الاجتماعية، ساحة للتعارك أو الخلاف.

عدو العدو

يؤمن كثيرون بأن عدو العدو هو صديق بالضرورة، التجارب الحياتية لا تؤكد ذلك ولا تنفيه، فليس كل عدو لعدونا يحتاج أو يدرك لاهمية التحالف ضد الخصم المشترك، عادة ما تتضارب المصالح الرامية الى عقد التحالف، فيما قد لا يكون عدو عدوناً نداً وحليفاً من الممكن الوثوق به.

إلا أن الصفة الغالبة هي محاولة التحالف مع عدو العدو، فهذا يحاصره أكثر، ويزيد من القوة التي سيواجهها في المعارك والاشتباكات والخصومة، وحتى في التفاوض لاحقاً.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +