داعش على الانترنت، باق ويتمدد

داعش على الانترنت، باق ويتمدد

 راديو ألوان - صح اللون

شددت الحكومات حول العالم من رقابتها على وسائل الإعلام ودوّر العبادة، وراقبت عن كثب أي تجمع قد تستخدمه التنظيمات المتطرفة بغرض التجنيد أو التجيش أو كسب التعاطف، إلا أن الثورة الإلكترونية، فتحت أمام هذه التنظيمات أبواباً ليس من السهل إغلاقها، فاستطاعت تنظيمات مثل داعش والنصرة وغيرها، أن تضم إلى صفوفها عناصر جدد وصلوها من مختلف أنحاء العالم.

في سوريا، استخدم تنظيم الدولة الإسلامية الذي كان يتخذ من مدينة الرقة عاصمة له، وسائل التواصل الاجتماعي كتويتر وفيس بوك وغيرها، كمنصات لنشر أفكاره والترويج لعملياته العسكرية في البلاد، ناشراً عدداً لا يحصى من الصور ومقاطع الفيديو لمقاتلين مدججين بالسلاح، في معارك كان بعضها قد أ ُعد خصيصاً بغرض الدعاية.

لاحقاً كشفت الحكومات الأوربية عن التحاق عدد من الشبان والمراهقين بصفوف التنظيم في سوريا والعراق، بعد أن فُقد الاتصال معهم إثر مغادرتهم بلدانهم باتجاه تركيا، فيما عاد بعضهم حياً من سوريا، ليتحدث عن تجربة الالتحاق بالتنظيم والقتال في صفوفه

في اصدرات التنظيم، وردت اسماء لمقاتلين جاؤوا من مختلف انحاء العالم، من استراليا وبريطانيا وكندا وفرنسا، حاملين معهم الرغبة في القتال، بعد أن تابعوا عمليات ومنشورات بثها التنظم لهم عبر الانترنت طوال سنوات، صُدم بعض هؤلاء بحقيقة المشهد على الارض، واختلافه عن الدعاية التي ادت بهم لقرار الالتحاق بصفوف داعش.

وافق عدد من المشاركين في حلقة صح اللون من راديو ألوان، على أن التنظيم استفاد من مواقع التواصل الاجتماعي في تجنيد عناصر جدد من خارج الحدود الجغرافية التي انتشر فيها، ورأوا أن بعض  منشوارت التنظيم ساهمت بالفعل بالتعريف به واستقطاب عدد من مريديه والمتعاطفين معه.

تويتر للخليج

وفر موقع تويتر، وهو من أهم وسائل التواصل الاجتماعي بالنسبة لتنظيم مثل داعش، مساحة واسعة للدعاية،  فطبيعة الموقع التي تخلق مجتمعات افتراضية مرتبطة بآخر المستجدات والأحداث الدولية، هيأت للتنظيم القدرة على ربط منشوارته بهذه الأخبار، والوصول إلى أكبر عدد من المستخدمين.

في دول الخليج العربي، استخدم التنظيم تويتر للتجنيد، إذ يعتبر الأول بين مواقع التواصل الاجتماعي في دول الخليج العربي، وبات بعض المستخدمين عناصر اعلاميين على الأقل لدى داعش، من خلال إعادة نشر تغريداته وتبني أفكاره، غانيك عن من التحقوا بصفوفه بالفعل طول سنوات.

الشبكلة الخفية

نشر داعش خلال سنوات ما يسميه إصداراته المرئية عبر مواقع إلكترونية لم يكن الوصول إليها سهلاً لكنه في ذات الوقت ليس مستحيلاً، فاستخدم شبكة الإنترنت الخفية، التي يحتاج الوصول إليها دراية ومعرفة بطرق الهروب من الرقابة الحكومية الصارمة، كان يستهدف متابعين في دول الاتحاد الاوربي وأمريكا وكندا وغيرها من دول العالم.

في العالم العربي، من السهل اختراق الشبكات والهروب من الرقابة الالكترونية بوسائل بسيطة، للوصول إلى منشورات التنظيم ومتابعة إصدارته ومنشوراته.

الاستثمار في الظلم.

استثمر تنظيم الدولة المتطرف في غياب العدل والحرية والظلم الذي أصاب السوريين طوال سنوات، وفي آثار الحرب وضحاياها خلال سنوات ما بعد 2011، فانسداد الأفق السياسي، وكثرت المعارك واختلاف الفصائل، وتراجع الفكر السلمي، وانتشار البطالة والفقر وانعدام التعليم، كلها عوامل مكّنت التنظيم من إيجاد بيئة مناسبة لنشر أفكاره داخل سوريا وخارجها.

يروي عناصر سابقون في تنظيم الدولة تجاربهم وأسباب انتسابهم للتنظيم المتطرف والذي خاض التحالف الدولي حرباً ضده، وكثير من هؤلاء لم يكونوا على علاقة أو حتى على إطلاع بأفكار التنظيم وعقائده وتفسيراته الدينية، بل أضطرتهم الحاجة المادية في ظل الفقر والبطالة والحصار، إلى الانتساب للتنيظم، ففي مناطق مثل جنوب دمشق المُحاصر، أو الرقة المعزولة، لم يجد مدنيون من سبيل للعيش إلا بالإنتساب لتنيظم مثل داعش.

 

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +