أدت  سياسة يوتيوب الجديدة في مكافحة المحتوى المتطرف إلى حذف مايقارب 100 ألف  تسجيل بصري يوثق ذاكرة السوريين خلال السنوات الأخيرة،بشكل نهائي،  بحجة انتهاك سياسات يوتيوب في حذف المحتوى العنيف، فيما تسعى مبادرات فردية وجماعية لحفظ الوثائق البصرية للثورة السورية، ومن بين هذه الجهات مبادرة الأرشيف السوري.

وقال عبد الرحمن جلود أحد أعضاء فريق الأرشيف السوري، لراديو ألوان، إن المبادرة هي لنشطاء حقوقيين واختصاصيي أرشفة وصحفيين لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، وتهدف المبادرة إلى إتاحة هذه الوثائق للاستخدام العام وتعزيز جهود التحقيقات في المحاكم الدولية كخطوة في طريق العدالة ضد مرتكبي جرائم الحرب في سوريا من مختلف الأطراف.

وأضاف جلود بأن الأرشيف السوري استطاع استعادة جزء كبير من القنوات المحذوفة بعد التواصل مع إدارة يوتيوب، وشرح مدى أهمية هذه التسجيلات المرئية كجزء من ذاكرة السوريين، ودليل من الممكن استخدامه لاحقاً، مردفاً أن الإدارة استجابت وتمكن الأرشيف السوري من استعادة 600 ألف تسجيل تخص 80 مصدر، مشيراُ إلى أن عملية الحذف مستمرة نتيجة خاصية الذكاء الاصطناعي الذي تتبعه يوتيوب في حذف المواد المرئية من على منصتها.

وأكد جلود على أهمية  رفع وعي  الناشطين  والإعلاميين السوريين، لكيفية رفع المحتوى البصري على المنصة وفقاً لمعايير يوتيوب ، كما أكد على ضرورة التوجه لمنصاتٍ أخرى وعدم الاعتماد على جهةِ لا يمكن التحكم او التنبؤ بسياساتها.

تتيح مبادرة الأرشيف السوري الوصول الآمن والمستدام لكافة الوثائق المحفوظة لديهم، إذ تتبع المبادرة منذ انشائها عام 2014 خطة استراتيجية لضمان العمل على المدى الطويل لمدة تزيد عن 15 عاماً.

وكانت اليونيسكو قد أقرت في عام  2005 يوم 27 تشرين الاول  يوماٌ عالمياٌ للتراث السمعي البصري، كآلية لزيادة الوعي العام بضرورة الحفاظ على المواد السمعية البصرية الهامة للأجيال المقبلة واتخاذ تدابير عاجلة لحفظ هذا التراث، وضمان أن تظل متاحة للجمهور الآن.

المزيد في المتابعة الصوتية التالية: