ماهي الأساليب الممكنة لمساعدة الاطفال على تخطي اثار الحرب النفسية؟

ماهي الأساليب الممكنة لمساعدة الاطفال على تخطي اثار الحرب النفسية؟

راديو ألوان - ألوان محلية 

يحذر الاختصاصيون النفسيون من الآثار النفسية السلبية للحرب على الأطفال السوريين، ما يهدد سلامتهم ويعرضهم لمشاكل "صحية عقلية" مدى الحياة، غير قابلة للشفاء.

ويعاني غالب الأطفال السوريون من " اضطراب ما بعد الصدمة" والذي يترافق بحالات القلق والخوف واضطرابات النوم، وانخفاض التحصيل العلمي والتبول اللاإرادي، وسيطرة السلوك العدواني على الطفل.

وشدد الأستاذ في كلية التربية بجامعة ادلب التابعة لجامعة حلب الحرة ">علي حاج حميدو، لراديو ألوان، على أهمية دور المدرسة والمعلم في تقييم الحالة النفسية للطفل عن طريق الملاحظات المباشرة، وتسجيل استبيانات، ومن ثم إحالتها للمرشد الاجتماعي في المدرسة بعد التواصل مع الأسرة، مردفاً أن المسؤولية كبيرة على عاتق المدرس في بناء الصحة النفسية للتلاميذ، إذ أن الصدمات التي تعرض لها الأطفال " لا يمكن الإستفاقة منها بسهولة " إلا عن طريق اتباع طريقة علمية مدروسة.

بدوره دعا أستاذ علم النفس في كلية التربية بجامعة ادلب ">الدكتور خالد الضعيف إلى وضع برنامج طويل الأمد لمتضرري الحرب وخاصةً ممن تعرض لمشاهد قاسية ومؤلمة، مشيراً إلى الضغوط النفسية الكبيرة على البالغين، لكنه شدد على ضرورة تكاتف الجهود المحلية والدولية لبناء الطفل والإنسان السوري.

وذكر الضعيف أنه من الأخطاء الشائعة اعتقاد الأهل أن الأطفال لا يفهمون الموقف أمامهم ولا يبالون بآثاره ولكن الحقيقة هي أنهم يدركون ويتفاعلون مع ذلك ولكن بطريقتهم الخاصة، وأضاف " التعلّم هو أفضل وسيلة تستخدم لتطويع الطفل من جديد عبر إعادة دمجه في المدارس " كما شدد على ضرورة إدارج أنشطة إضافية في المناهج المدرسية، والتركيز على الدعم النفسي والاجتماعي من خلال الرسم والغناء والتعبير، أو ممارسة هواية معينة وتخصيص أوقات للتفريغ النفسي والطاقات السلبية.  

وكانت منظمة "أنقذوا الأطفال" قد ذكرت في تقريرٍ بعنوان " جروح خفية " صادر عنها في آذار الفائت أن 89 بالمئة من أطفال سوريا يعانون من أزمةٍ في الصحة العقلية تدعى "تسمم التوتر"، وحذرت من عدم إمكانية علاجه في حال استمرار الحرب.

وأكد مالك الدمشقي الاختصاصي الاجتماعي على أهمية الطب النفسي، مشيراً إلى عدم اعتباره ترفاً، داعياً كافة الهيئات وخاصة مديريات التربية والتعليم لإيجاد صيغة مشتركة تعطي نتائج ملموسة وتساعد أطفالنا على تجاوز ما مروا به.

وفي معرض حديثه عن ظاهرة " الخوف من الذهاب إلى المدرسة " قال الدمشقي إن علاج المشكلة ضروري لضمان استقرار الطفل نفسيا بالمدرسة، ويعتمد العلاج الفعال على التركيز على تعريض الطفل للمواقف التي يخاف منها ومن ثم مواجهة السلوك الظاهر الذي يعد تعبيرا عن القلق، بعد بناء مدرج القلق وترتيب المواقف المخيفة التي يعاني منها الطفل في المدرسة، وتكرار مواجهتها في خيال الطفل حتى يتغلب عليها الطفل، ومن ثم الانتقال للدرجة الأعلى.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +