الشلّي، الخطير الكثير المشروع والمكروه

الشلّي، الخطير الكثير المشروع والمكروه

راديو ألوان - صح اللون

قد لا يجتمع سوريان إلا ويكون الثالث جزءاً من حديثهما بكل عيوبه وأخطاءه وبعض من ميزاته في حالة شعبية تمسى اصطلاحاً "الشلي" وتدل على ذكر مساوئ الآخر على حساب حسناته في أحاديث من يعرفونه ولو من بعيد.

قد لا يكون المصطلح سورياً فقط، فقد تجد له مقارن في البلدان العربية المجاورة التي تشترك مع سوريا في العادات والتقاليد الاجتماعية، وفي ممارسة النميمة التي حذرت منها الشرائع السماوية وذمتها العادات الاجتماعية، إلا أنها بقيت حاضرة نشطة في كثير من المجتمعات العربية.

في السويداء تدعى هذه العادة بـ القلقة أي نقل أقوال الأخرين حتى لو كانت اسراراً إلى المجالس الخاصة، ويتسخدم التعبير للدلالة على تضيع الوقت تماماً في القيل والقال، ونقل الاحدايث التي تتحول من ألفاظ لعداوات وقد تنتج عنها أفعالاً في أوقات لاحقاً، وتسمى في ريف أدلب بالتشطيح.

في دمشق وحلب تسمى الشلي، لدى الجيل الجديد، لكنها الغيبة في الأجيال الأخرى، وهو تمارس بشتى صنوفها كما في معظم المدن السورية، سواء كانت اجتاعية أم سياسية ام اقتصادية .

الموضوع المفضل

تشكل الفتيات المتهمات بممارسة النميية والغيبة، مادة يجتمع حولها الرجال، لتبادل الأخبار والمعلومات والشلي، فهن أكثر المواضيع التي توحد الذكور في مجالسهن، طالما كانت الإناث اللواتي تداول سيرهن، خارج الدائرة العائلية، للموجودين من الذكور.

أثناء لوكهم لسير الفتتيات، يجنح خيالهم فيؤلفون القصص التي لا أساس لها على الأرض، حيث يظهر بعتقدن بعضهم أن البطولة تقتضي أن يكون له الكثير من العلاقات الغرامية التي ترك فيها ضحاياً معذبات من بعده، ونجح في تسجيل أهداف وانتصارات.

الخطورة الكبرى هنا أن المعلومات الاتي ألفها الشاب أثناء تبادل الاحدايث مع رفاقه تتحول إلى معلومات وانطباعات راسخة، في ذهن الجالسين، ومع مرورو الوقت لا يمكن تغيير المعلومات التي تحولت لقناعات ومن ثم موقف من التي تم ذكرها في الاحدايث.

بالنسب للفتيات، أغلب الوقت يكون الموضوع المفضل هو زميلات ومعارف من الإناث ايضاَ، وتتنوع المواضع المفضلة بين شكلهن وشعرهن ولون عينيهن ووزنهن وطولهن وعلاقتهن العاطفية وانقاة منزلهن وجودة وسوء طبخهن، وكل التفاصيل التي لها صلة بالواقع أو التي بنيت على انطباعات شخصية، أو حتى اقتطعت من سياق حياة كامل.

النساء متهمات أكثر, وهن يمارسن النميمة والغيبة في كل المجالس، في الآفراج والأتراح، تجد النساء جوا مناسباً للهمس واللمز وتبادل الأخبار والمعلومات حول بعضهن البعض.

الشلي المشروع

يتفق سوريون اليوم على أن تناول السياسين وأمراء الحرب في سوريا، ضمن جلسات النميمة أو الغيبة، يكاد يكون فعلاً وطنياً يتم من خلاله تحليه تصرفات ومواقف أطلقها هؤلاء وغيرت من سير الصراع أو شكل الحرب في البلاد، بما ينعكس على حياتهم يومياً، ويجمع كثيرون منهم على أن سيرة الساسة والعسكر، قد تكون غالبة على احدايث الكثير من ابناء البلاد، أينما كانوا.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +