راديو ألوان

تستمر المعاناة الإنسانية في غوطة دمشق الشرقية جراء الحصار المفروض عليها من قبل قوات النظام السوري وحلفائه، بالتزامن مع حملة عسكرية مكثفة على مدنها، وسط توقعات أممية بازدياد الوضع سوءًا في الأيام المقبلة جراء نفاد الغذاء.

وذكر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في تقرير له يوم أمس أن سكان الغوطة تناولوا طعاما منتهي الصلاحية إضافةً إلى علف الحيوانات والنفايات، كما لفت إلى أن الأهالي هناك بقوا أياما من دون طعام وقاموا بأنشطة شديدة الخطورة للحصول عليه.

وأشار التقرير الأممي أن أربعة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم من الجوع، بينهم طفل في دوما انتحر بسبب شح الطعام، فضلا عن حدوث كثير من حالات الإغماء بين طلاب المدارس والمدرسين.

دعوات لرفع المعاناة عنهم

ودعا مجلس محافظة ريف دمشق المجتمع الدولي والأمم المتحدة لتحمل مسؤوليتهم "الأخلاقية والقانونية" حيال المدنيين المحاصرين في الغوطة ورفع المعاناة عنهم.

وأكد المجلس في بيان له أن قوات النظام السوري قصفت مدن الغوطة الشرقية وبلداتها بكافة الأسلحة المحرمة دوليا كالقنابل العنقودية وغازات الفوسفور العضوية خلال أكثر من أسبوع، الأمر الذي أدى إلى مقتل وجرح العشرات بينهم أطفال ونساء.

وأعلنت القياد الثورية في الغوطة الشرقية، يوم أمس، تشكيل غرفة عمليات إنسانية لتأمين احتياجات الأهالي والعائلات النازحة في الغوطة المحاصرة.

الجوع والرصاص ليسا الوحيدين الذين يقتلان الأطفال هناك

وتوفي ثلاثة أطفال يوم أمس في مدينة زملكا، بعد تعرضهم لتسمم غذائي، وذكر المجلس المحلي للمدينة أن التحقيقات الأولية بينت أن التسمم ناتج عن استهلاك مادة تباع على أنها ملح طعام، مشيرا إلى وجود 30 إصابة تسمم بين المدنيين، 15 منهم في حالة حرجة.

وأكد المتحدث الرسمي باسم مديرية صحة دمشق وريفها الطبيب فايز عرابي اليوم أكد ما ذهبت إليه التحقيقات الأولية، موضحًا خلال تصريح لراديو ألوان أن تحليل عينات من ملح الطعام بيّنَ احتوائه على مادة النتريت السامة.

إلى ذلك، قتل مدني وسقط عشرات الجرحى صباح اليوم نتيجة غارات من طائرات النظام الحربية على بلدات دوما وعربين وزملكا وعين ترما.

وتستمر المعارك بين فصائل المعارضة وقوات النظام على جبهة إدارة المركبات في مدينة حرستا، دون تسجيل تقدم جديد لأي من الطرفين.