الإكراه أم المال، ما الذي دفع سوريات للزواج من مقاتلين أجانب؟

الإكراه أم المال، ما الذي دفع سوريات للزواج من مقاتلين أجانب؟

راديو ألوان - صح اللون

رغم الكثير من التفسيرات التي اطلقتها وسائل الإعلام ومراكز البحوث الغربية، عن السبب الذي دفع سوريات إلى الزواج من مقاتلين أجانب، قدموا الى سوريا منذ عام 2013 وانضموا لتنظيمات متطرفة في البلاد، مثل داعش والنصرة، إلا أن أياً منها لم يملس السبيين الرئيسين لذلك، الفقر والرغبة.

تقول إرقام جمعتها منظمات ملحية داخل سوريا إن أكثر من 1800 طفل ولدوا من امهات سوريات وأباء مقاتلين أجانب، لا زالوا بلا أي أوراق رسمية يعيشون في سوريا، في ظل ما يمكن تسميته بالاضظهاد الاجتماعي والتمييز القانوني، بعد أن قضى المقاتلون الآباء في المعارك، أو فروا من البلاد خلال العامين الماضيين.

أجبر الفقر الذي تفاقم في سوريا خلال سنوات الصراع، العديد من العائلات على القبول بتزويج بناتهن من مقاتلين أجانب تمتعوا بالسطوة والنفوذ في عدد من مناطق البلاد، فضلاً عن امتلاكهن للمال الوفير الذي انقطع عن معظم السوريين، من دون التفكير في مدى جدية هذا الزواج أو مستقبله، لتكشف الأيام اللاحقة عن آثار اجتماعية ونفسية حلت بالعائلات الجديدة.

ساهمت الرغبة من بعض العائلات في تزويج بناتهن من مقاتلين أجانب لاعتقادات دينية زرعتها التنظيمات المتطرفة في اماكن سيطرتها، في تزيين هذا الزواج في عيون الأهالي، فسارعت عائلات للقبول بهذا الزواج بغض النظر عن آثاره.

تنشط منظمات المجتمع المدني اليوم، في محاولة منها لنشر التوعية حول مخاطر الزواج بين سوريات ومقاتلات أجانب، تحاول الحملات أن تنشر قصصاً وقعت في البلاد خلال السنوات الماضية كان ضحيتها زوجة لم تختر زوجها، وأطفالاً وجدوا أنفسهم منبوذين اجتماعياً لأن آبائهم من داعش مثلاً، وقانونياً، حيث يمنع القانون السوري المرأة من إعطاء جنسيتها لابنها.

وصل المقاتون الأجانب، وانخرطوا في معارك البلاد، في نفس الوقت سارع قسم منهم للزواج من سوريات بعضهن لا يزلن أطفالاً، الافغاني او الإيطالي او الفرنسي وغيرها، من الاسماء التي عُرف بها هؤلاء، من دون أي أوراق ثبوتية ومن دون أي تسجيل رسمي طبعاً، أنتج زوجات لا يعترفن القانون لا بزواجهن ولا بأطفالهن، بتنا ضحاياً للصراع الحالي، ولاحد أكثر أوجُهه قسوة وظلمة.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +