النظام يخرق الهدنة الروسية في ساعاتها الأولى، والمعارضة تعدها جريمةً لا يُسكت عنها

النظام يخرق الهدنة الروسية في ساعاتها الأولى، والمعارضة تعدها جريمةً لا يُسكت عنها

راديو ألوان - أخبار

بعد دخول الهدنة الروسية حيز التنفيذ في الغوطة الشرقية، قتل وجرح عدد من المدنيين، إثر قصف لقوات النظام وروسيا على مدينة دوما وبلدة الشيفونية، في وقت رفضت جهات عسكرية وسياسية الهدنة، وعدّتها تهرباً روسياً من تنفيذ القرار الأممي 2401.

وقال مراسل راديو ألوان إن مدنيّين اثنين قتلا وجرح عدد آخر إثر قصف مدفعي لقوات النظام، على مدينة دوما شرقي دمشق، في حين جرح عشرات المدنيّين، بغارات شنتها المقاتلات الروسية على بلدة الشيفونية.

وأضاف مراسلنا أن جيش الإسلام أوقع 36 قتيلاً من قوات النظام، بكمين على محور معمل سيفكو في منطقة حوش الضواهرة، وذلك بعد أن حاولت الأخيرة التسلل إلى المنطقة، كما تمكن جيش الإسلام من تدمير دبابة طراز تي 72 وعربة مزودة برشاش.

وأشار المراسل إلى أن حصيلة ضحايا القصف الجوي والصاروخي العنيف الذي يشنه النظام وروسيا، على مدن الغوطة وبلداتها، وصلت إلى 22 مدنياً، وعشرات الجرحى يوم أمس.

في تفاصيل الهدنة، قالت وزارة الدفاع الروسية إن الهدنة في الغوطة الشرقية ستبدأ يوميا من الساعة التاسعة صباحاً حتى الثانية ظهراً سيتم خلالها وقف إطلاق النار وفتح معابر لخروج المدنيين، وذلك بعد هدنة أقرها مجلس الأمن لوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما.

وعلى عكس إعلان الوزارة بأن الهدنة تشمل أنحاء مناطق الغوطة، حدّد مركز المصالحة الروسي في سوريا أن الهدنة ستكون في مدينتي دوما وعربين فحسب، مشيراً إلى فتح ممرّ إنساني عند مخيم الوافدين في الغوطة بمساعدة الهلال الأحمر السوري.

وفي بيان له يوم أمس، أوضح مركز المصالحة الروسي أنهم جهزوا عدداً من الحافلات وسيارات الإسعاف لضمان سلامة الجرحى والمرضى أثناء خروجهم من الغوطة، إلى جانب نشرهم مراكز إطعام وتقديم خدمات طبية أولية في معبر مخيم الوافدين.

بدوره، عدَّ فيلق الرحمن الهدنة الروسية جريمة روسية لا يمكن السكوت عنها، فيما عدها جيش الإسلام محاولةً التفاف على قرار مجلس الأمن.

ونقلت وكالة سمارت عن مدير المكتب السياسي في الفصيل قوله إن روسيا بدأت بالتصريح بتهجير الغوطة بدل أن تنفذ قرار مجلس الأمن بفك الصحار عن الغوطة وإيقاف القصف، داعياً مجلس الأمن والمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياتهم تجاه هذه الجريمة البشعة.

ورداً على الاتهامات الروسية حول شراكة جيش الإسلام مع جبهة النصرة في الغوطة الشرقية، قال المتحدث باسم أركان الجيش، حمزة بيرقدار، إن التصريحات الروسية ليست إلا تمييع للقرارات الدولية، وإعطاء الضوء الأخضر للنظام لارتكاب مزيداً من الجرائم بحق أهالي الغوطة، فيما أكد التزام الفصيل بالهدنة التي أقرها مجلس الأمن.

وأضاف بيرقدار أن الروس والنظام يعلمون تماماً أن جيش الإسلام شن معركة داخلية لاستئصال جبهة النصرة في الغوطة، مشدّداً على أن روسيا تحاول من خلال إعلان هدنة يومية خاصة بها، وضع عراقيل أمام أي اتفاق تهدئة، فضلاً عن وضع مبررات لقصف مدن الغوطة وبلداتها، وفق ما نقلت صحيفة عنب بلدي.

إلى ذلك، قال مجلس محافظة ريف دمشق الحرة، اليوم، إن إخراج أهالي الغوطة الشرقية عبر الهدنة الروسية، هو بمثابة تخيير لهم بين الموت تحت القصف أو الخروج من ديارهم، وهو تهجير قسري وتفريغ للغوطة، الأمر الذي يسعى له النظام وإيران.

وفي بيان له، حذر المجلس المنظمات الدولية من الهدنة التي تتضمن تهجير المدنيين، داعياً الأمم المتحدة لإدخال المساعدات الإنسانية بشكل فوري إلى الغوطة، في حين طالب بدخول مراقبين دوليين لمراقبة الهدنة والاطلاع على جرائم الحرب التي ارتكبها النظام والميليشيات الإيرانية وروسيا.

أيضا، قال رئيس هيئة التفاوض المنبثقة عن مؤتمر "الرياض 2" نصر الحريري، اليوم، إن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2401 لم يعد له أي قيمة، بعد إقرار روسيا هدنة وتأمين ممر آمن للمدنيين مضيفاً أن الهدف من وراء ذلك إفراغ الغوطة وإحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة.

من جانبه، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن الهدنة التي أعلنت عنها روسيا في الغوطة الشرقية “أفضل من لا شيء"، معتبراً أنه من الصعب الحديث إذا ما كانت خمس ساعات تكفي لتنفيذ العمليات الإنسانية في الغوطة.

وفي مؤتمر صحفي عقده مساء أمس، قال دوجاريك إن المنظمة مستعدة للتوجه إلى الغوطة بمجرد أن تسمح الظروف الأمنية للسائقين وموظفي الإغاثة.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +