في اليوم العالمي للتوحّد: تعرّف على اضطرابات طيف التّوحّد وأسبابها وأعراضها

في اليوم العالمي للتوحّد: تعرّف على اضطرابات طيف التّوحّد وأسبابها وأعراضها

راديو ألوان - ألوان محلية

يحتفل العالم في الثاني من نسيان من كلّ عام بيوم التوعية بمرض التوحد، والذي أقرّته الأمم المتحدة في كانون الأول/ديسمبر عام 2007.  

مرض التوحد أو كما يعرف بـ"الذاتويّة" (Autism)، هو نوعٌ من اضطرابات التطوّر، والمُسمّى باللغة الطبية "اضطرابات في الطيف الذاتوي".

وعرّفت الجمعية الأمريكية مرض التوحد بأنه "إعاقة تطورية تظهر دائماً في السنوات الثلاث الأولى من عمر الانسان، وذلك نتيجة اضطراباتٍ عصبيّة تؤثّر على وظائف المخ، وتسبّب ضعفاً في التّواصل اللفظي وغير اللفظي، فضلاً عن مشاكل في التّواصل الاجتماعي وأنشطة اللعب التخيلي.

ويبني طفل التّوحد عالمه الخاص، وينعزل عن محيطه، ويبتعد عن كل ما يمكن أن يُشتّته عن هذا العالم، فيكون له تفكيره الخاص، وروتينه الذي نسجه بنفسه، ويكره تغيير الظروف والأماكن والبيئة. وكذلك حملت الآلام التي رافقت الثورة السّورية المزيد من المعاناة والعزلة القسرية لأطفال التّوحد.

ولم تعرف سوريا مرض التوحد بشكلٍ كبير، ولا توجد إحصائيّة رسمية عن عدد حالات التوحد المرضية في سوريا، إلا أنه في عام 2000 تمّ افتتاح أول مركز للعناية بأطفال التوحد، والذي ضمّ 45 طفلاً من دمشق وريفها.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ طفلاً واحداً من بين كل 160 طفلاً يُصاب بالتّوحد، كما حذرت من تضاعف الحالات المرضية في فترات الحروب، بسبب الظروف التي تفرضها الحروب من الخوف والانتقال المستمر والنزوح المتكرر، والتي تؤثر سلباً على مصابي التّوحد، بالإضافة إلى ما ترافقه من انقطاع الخدمات العلاجية المُقدمة لهم، سواء الدوائية او الاجتماعية او التوعوية.

في محافظة إدلب بالشمال السوري تمّ افتتاح مركزان مختصان بعلاج التوحد، في كل من أريحا وحزازين، ولكنّ المركزين توقّفا عن العمل مؤخّراً، وهما حاليّاً خارج الخدمة. ويقتصر علاج التوحد في المحافظة على العيادات النفسية للحالات التي تكون بحاجة إلى دواء عرضي، كذلك مع خدمة الاستشارات والتوعية لأهل المريض، والتعاون معهم بكيفية احتواءه.

وترجع أسباب مرض التوحد إلى العامل الوراثي، بسبب التفاعلات بين جينات متعددة، والبيئة، والعوامل الجينية التي لا تتغير مثل DNA، بالإضافة لاختلال التشابك العصبي، عن طريق تعطيل بعض مسارات المشابك العصبية التي تسمح لخلية عصبية بتوصيل شارة كهربائية أو كيميائية لخلية أخرى عصبية أو غير ذلك، كما بيّنت عدد من الأبحاث والدّراسات إلى أنّ أحد الأسباب ربما يكون مناعيّاً، فمن الممكن أن تتفاعل كريات الدّم البيضاء الخاصة بالجنين، من النوع اللمفاوي، مع أجسام الأم المُضادّة، ممّا يترتب عليه ازدياد احتماليّة تلف النسيج العصبي الخاص بالجنين، وتشمل المشاكل الحاصلة أثناء مخاض الولادة، أو خلال الولادة نفسها، ودور الجهاز المناعي، أسباباً قد تؤدّي لظهور مرض التّوحّد.

ويعتقد بعض الباحثين بأنّ ضرراً (إصابة) في اللوزة (Amygdala)، وهي جزء من الدماغ يعمل ككاشف لحالات الخطر، هو أحد عوامل تحفيز ظهور مرض التوحد، كما أن جنس الطفل يلعب دوراً مؤثّراً باحتماليّة إصابة الأطفال الذكور بـ"الذاتويّة"، وأفادت أبحاث أُخرى بأنّ احتمال إصابة الذكور بمرض التوحد هو أعلى بثلاثة إلى أربعة أضعاف من احتمال إصابة الإناث.

ومن أهم أعراض مرض التوحد هو عدم استجابة المريض لمناداة اسمه، والانطواء على ذاته، وكذلك تتّسم سلوكيّاته الاجتماعية بعدم اللباقة، وتأخّر تطوّر اللغة، كما ينفذ حركات متكررة مثل الاهتزاز، والدوران في دوائر، أو التلويح باليدين، ويبدو أنّه يحب أن يلعب لوحده، ويتقوقع في عالمه الخاص به، بالإضافة إلى أنّه بعض مرضى التّوحّد لا يحبّون التّقبيل والاحتضان.

ويُنصح باستشارة طبيبٍ اختصاصي للمساعدة في إيجاد الموارد المتوفرة في منطقة السكن، والتي يمكنها أن تشكّل أدواتٍ مُساعدة في العمل مع الطفل مريض التوحد، كما يستخدم العلاج النفسي السلوكي لتعديل سلوك الطفل.

ورغم عدم وجود علاج يشفي من التَّوَحُّد أو الذاتوية، فإنّ هناك طرق كثيرة لمساعدة الطفل على التعايش مع مرضه، وعدم تركه لوحده في البيت، وتعديل سلوكيّاته، بمساعدة اختصاصيٍّ نفسي، كما ذكرت الطبيبة النفسية "ميلاني كلاين"، أنّ خير ونيس للطفل التوحدي هو الحيوانات الأليفة.

الوسوم

التعليقات

تابعنا على   +